Messages les plus consultés

mercredi 23 mars 2011

الاستاذ الشيخ ومحمد ابي القاسم

و أبو عبد الله محمد بن أبي القاسـم بن ربيح بن محمـد بن عبد الرحيم بن سائب بن منصور بن عبد الرحيم بن أيوب بن عبد الرحيم بن علي بن رباح.... إدريس الأكبر بن عبد الله الكامـل بن الحسن المثـنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله. محتويات
* 1 مولده ونشأته
* 2 مقابلة الأمير عبد القادر
* 3 شيوخه في العلم والطريقة
* 4 آثـاره
* 5 تلامـذته
* 6 وفاته
عدل مولده ونشأته
ولد الحاج في أول محرم الحرام سنة 1240هـ والموافق26 يوليو 1824م. بالحامدية جنوب الجزائر العاصمة، نشأ على محبة العلم، وفي السنة التي دخل فيها الاحتلال الفرنسي الجزائر بدأ حفظ القرآن الكريم انتقل سنة 1253هـ= 1837م إلى زاوية علي الطيار بمنطقة البيبان رفقة أخيه سيدي الحاج محمد، لمواصلة طلب العلم، فأتقن القراءات السبع وفن التجويد على يد أحد شيوخ الزاوية المسمى "سي الصادق".
عدل مقابلة الأمير عبد القادر
في سنة 1260هـ = 1844م أراد الالتحاق بصفوف المقاومة بجيش الأمير عبد القادر إلا أن هذا الأخير رفض ورأى أنه من الأفضل له مواصلة تعلمه والقيام بمهمة التعليم والإرشاد والتوجيه، وفي السنة نفسها نزل بزاوية سيدي السعيد بن أبي داود بزواوة، لتعلم الفقه والنحو وعلم الكلام والفرائض والمنطق وغيره، وبرز في ذلك. وفي السنة الثانية من إقامته بالزاوية كلفه شيخه بتدريس المبتدئين، في السنة الرابعة عينه مناوبا له فيالدرس، في السنة الخامسة أمره بالتدريس في زاوية ابن أبي التقى قرب برج بوعريريج()، وقام بمهمته أحسن قيام، وترك هناك أثرا طيبا وذكرا حسنا. في نهاية السنة الخامسة اجتمع ثلاثة من أعيان أشراف الهامل هم: محمد زيان الشريف، إبراهيم بن الحاج، السيد أبو الأجدل بن عمر، بالشيخ أحمد بن أبي داود، وطلبوا منه السماح للطالب محمد بن أبي القاسم بالرجوع معهم إلى قريتهم ونشر العلم هناك، بإذن منهم فكان لهم ما أرادوا، وكتب الشيخ أحمد بن داود جوابا للشيخ يأمره بالتدريس ببلدته، وعاد الطالب إلى بلده وذلك سنة 1265 هـ = 1848م.
عدل شيوخه في العلم والطريقة
* محمد بن عبد القادر: الملقب بـ "كريرش" وهو ابن عم الشيخ، ويلتقي معه في جده ربيح، فهو محمد بن عبد القادر بن ربيح، وكان من شعراء الملحون، له قصائد عدة في مدح الشيخ محمد بن أبي القاسم.
* سي الصادق(): أحد شيوخ زاوية سي علي الطيار بمنطقة البيبان، لم نعثر على ترجمته إلا ما ذكره عنه الشيخ محمد بن الحاج محمد في الزهر الباسم نقلا عن الأستاذ، من أن سي الصادق كان أصما إلا عن القرآن الكريم.
* الشيخ أحمد بن أبي داود():(1235/ 1280 هـ=1819/ 1861م).
هو أحمـد بن أبي القاسم بن السعيد بن عبد الرحمن بن محمد وينتهي نسبه إلى سليمان بن أبي داود، ولذا عرف بـ" أحمـد بن أبي داود"، أبو البركات، الذي سار صيته واشتهر علمه في الآفاق. ولد سنة 1235هـ، وأخذ العلم عن والده أبي القاسم بن أبي داود (ت 1255هـ=1838م). تولى التدريس بزاوية بن أبي داود وهو ابن عشرين سنة، وظل مدرسا بها إلى وفاته، أي مدة 25 سنة ينشر العلوم الشرعية خصوصا الفقه والتفسير والحديث. توفي يوم 6 جمادى الأولى عام 1280هـ= 1861م. ـ الشيخ المختار بن خليفة الجلالي(): المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الإدريسي الخالدي، ولد بقرية سيدي خالد سنة 1201هـ= 1784م، حفظ القرآن في سن مبكرة وتفقه على جلة من العلماء وبرز في العقائد وعلم الكلام، أسس زاوية أولاد جلال التي عرفت شهرة واسعة في ظرف وجيز، اشتهر بالورع ونشر العلم، كما اشتهر بقدرته في التأثير على قلوب سامعيه، توفي في 19 ذي الحجة من سنة 1277هـ = أكتوبر 1862 م. تدريسه العلم: في السنة التي عاد فيها من زاوية الشيخ بن أبي داود أي سنة 1265هـ= 1848م شرع في التدريس بمسجد الشرفة المعروف بـ " الجامع الفوقاني"، أقام ثماني سنين لتعليم الناس بالجامع الفوقاني، ولم يفارقه ليلا ولا نهارا إلى تمام سنة 1272هـ= أوت 1855م. بأول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م انتقل إلى قطب وقته الشيخ المختار بن عبد الرحمن بن خليفه بزاويته المعلومة بأولاد جلال ولازمه من أول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م إلى أول سنة 1278هـ= 9 جويليت 1861م، وأقام بزاويته المذكورة بعد وفاته ما يقرب من تمام السنة. بأول سنة 1279هـ= 29 جويليت 1862، رجع إلى بلاده الهامل. تأسيس الزاوية القاسمية بالهامل: في سنة 1279هـ= 1862م شرع في بناء زاويته المعمورة بقرية الهامل، وأتمها أول محرم الحرام 1280هـ= 18 جويليت 1863م. وفي سنة 1281هـ= 1864م شرع في بناء مسجد للطلبة والإخوان ولدرس الفقه وغيره، وذاعت شهرة الشيخ في المناطق المجاورة، فقصد الزاوية الطلبة من كل مكان من: المدية، تيارت، شرشال، سطيف، المسيلة، الجلفة... وتوافد على الزاوية الأساتذة والعلماء من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ومنتدى علمي ثقافي يؤمه خيرة علماء البلد. وصفها أحد الشيوخ فقال:"كانت الزاوية المعمورة محلا للعلماء العاملين". وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 و300 طالب سنويا. يدرسهم 19 أستاذا على رأسهم الأستاذ نفسه. اهتم بتعمير الأرض واستصلاحها وزراعتها، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية، فاستصلح عشرات الهكتارات بوادي الهامل والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى، وبنى به السدود وشق السواقي ورفعها، وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية في المناطق الأخرى مثل المسيلة والجلفة وتيارت والمدية تيزي وزو وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته. أوقف أموالا وعقارات وبساتين على زوايا شيوخه في أولاد جلال، برج بن عزوز، آقبو، طولقة والجزائر العاصمة، على مقام محمد ب
ن عبد الرحمن الأزهري، بل هو الذي بنى الحائط الذي يحمى المقبرة ويحيط بها.

لقاء المفكرة جومن دارك مع السيدة زينب

مس ، رجعنا من الهامل حوالي الساعة الثالثة مساء ، بن علي وأنا.. في كل المرّات التي رأيت فيها (لالة زينب)، كان ينتابني إحساس بالتجدد، وبالطمأنينة وبسعادة لا أعرف لها سببا واضحا. لقد قابلتها أمس مرّتين خلال الصبيحة، وكانت جد طيبّة وجد لطيفة معي، وأبدت سعادتها لمعاودة رؤيتي
قمنا بزيارة ضريح محمد بن بلقاسم، الصغير والبسيط ، في المسجد الكبير الذي سيكون بلا شك رائعا عند انتهاء بنائه. ثم قمنا بالدعاء في الجانب المقابل لمدفن الحجّاج المؤسسين للهامل. (..)
الهامل في الجنوب الشرقيّ، متماسك ويضمّ وديانا ممتدة وواسعة، لكنّه في الوسط يعرف انجرافات ينتصب في وسطها كهف شاهق، ويضمّ في الأفق جبلا مخروطيا، شبيها بالقميرة. في الخلف ينفتح، بغموض وشساعة سهل مزرقّ.. بيوت الشرفة المجاورة للزاوية لها حيطان عالية مبنية بالطوب. هذه البيوت لها شكل الحصون البابلية بما لها من مربعات متقابلة وأسطح مسطحة تطغى على الساحات الهندسية. أشجار اللوز التي تحتلّ الجنائن لم تزهر بعد.
أسطورة حجّاج الهامل تثير في رغبة الحلم. إنها حقا الأكثر قدسية في الجزائر..
هذه المذكرات التي بدأتها هناك، في أرض المنفى البغيضة، في أحلك فترات حياتي، وأكثرها ألما وشكا، وأكثرها خصوبة بعذابات حياتي، انتهت اليوم.
كل شيء في داخلي تغيّر جذريا..
منذ سنة، ها أنا من جديد على أرض إفريقيا المباركة التي لا أرغب في مغادرتها أبدا (..)
صمت ثقيل، صمت الجنوب، يخيّم على بوسعادة. يقينا في هذه المدينة النائية جدا عن حركة التلّ البلهاء، نحس بثقل الحركة المميّزة للجنوب. فليحفظ الله بوسعادة كما هي إلى الأبد! (..)
معقل سيدي محمد بلقاسم: في الأزمنة القديمة للشرفة، أولاد سي علي، بطن من أولاد بوزيد، من جبل عمور، وعندما كانوا عائدين من مكّة، وكان عددهم ثلاثة، وأثناء مرورهم بالمنطقة واصل أحدهم طريقه باتجاه الغرب، بينما استقرّ الآخران في جانب الجبل، وأسسوا الهامل.
في وقت يتميّز بالصفاء والإشعاع، خرجنا حوالي الساعة الثانية باتجاه الهامل. ضجر الأيام الماضية انزاح قليلا، أو لنقل تماما. بلا شكّ بعد عودتي سأرى بوسعادة بشكل أفضل.
(..) الطريق الذي يخرج من بوسعادة يِؤدي إلى أراض صخرية وجرداء، لا ينبت فيها إلا العرعر البري والأدغال الزاحفة، النباتات الشوكية التي لا ترعاها غير الجمال، الربى الرمادية التي تميل إلى الأمغر بها شعاب، وهي منضّدة أحيانا من أعلى إلى أسفل بخطوط بيضا . المشهد خشن وبائس (..)
انتهاء، في منعرج يظهر الهامل منقسما إلى اثنين، فهو مبني على ربوتين. الأولى شبه مخروطية، تحتضن قرية الشرفة، بطابعها الصحراوي، كلها بالطوب الغامق، وعلى الثانية الأكثر علوا، تنتصب الزاوية التي تشبه الحصن وهي ملبسة بالطوب ذي اللون الفاتح، الأبيض تقريبا

الامام ابو حامد الغزالي

ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل، وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس، والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله.
وكان العلم أيسر علي من العمل، فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل: قوت القلوب لأبي طالب المكي رحمه الله، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد والشبلي وأبي يزيد البسطامي قدس الله أرواحهم وغيرهم من المشايخ، حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. وكم من الفرق أن تعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابهما وشروطهما، وبين أن تكون صحيحاً وشبعان؟ وبين أن تعرف حد السكر، وأنه عبارة عن حالة تحصل من استيلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر، وبين أن تكون سكران! بل السكران لا يعرف حد السكر، وعلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء. الطبيب في حالة المرض يعرف حد الصحة وأسبابها وأدويتها، وهو فاقد الصحة. فكذلك فرق بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه، وبين أن تكون حالك الزهد، وعزوف النفس عن الدنيا!.
فعلمت يقيناً أنهم أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته، ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك. وكان قد حصل معي - من العلوم التي مارستها والمسالك التي سلكتها، في التفتيش عن صنفي العلوم الشرعية والعقلية إيمان يقيني بالله تعالى، وبالنبوة، وباليوم الآخر.
فهذه الأصول الثلاثة من الإيمان كانت قد رسخت في نفسي، لا بدليل معين مجرد، بل بأسباب وقرائن وتجارب لا تدخل تحت الحصر تفاصيلها. وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله، قطع علاقة القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق. ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي - وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة، ولا نافعة في طريق الآخرة.
>

lundi 21 mars 2011

حفل تكريم المجاهدين بزاوية الهامل

لزاوية القاسمية تكرم عددا من المجاهدين وفاء لجهودهم
س م
صوت الأحرار : 27 - 01 - 2010

تنظم الرابطة الرحمانية للزاوية القاسمية بالهامل ببوسعادة يوم السبت المقبل ، في إطار ندوات المنبر القاسمي ندوة فكرية تحت عنوان:» مباديء نوفمبر: أمانة الشهداء لدى أجيال الاستقلال«، حيث سيتم خلال هذه الندوة تكريم عديد من المجاهدين بمنحهم وسام المقام القاسمي.
الندوة التي ستنطلق يوم السبت المقبل في تمام الساعة التاسعة صباحا ستكون منبرا لمناقشة موضوع مباديء نوفمبر، ودور المجاهدين في تثبيت دعائم الاستقلال، حيث سيتم تقديم محاضرة للإعلامي الأستاذ محمد عباس ليتم بعد ذلك فسح المجال للنقاشات والتعقيبات، كما سيتم أيضا تكريم بعض مجاهدي المنطقة الذين سيمنح لهم بعض الوقت لتقديم كلمة.
وتأتي هذه الندوة الفكرية والتاريخية في إطار رسالة المنبر القاسمي الذي عقد أولى ندواته في الصائفة الماضية تزامنا مع عيد الاستقلال والشباب تحت عنوان: » من أجل تأكيد الهوية، وتحقيق الذات« .
وتعد هذه المبادرة متنفسا فكريا للتفعيل دور النخبة في المجتمع، وتوفير الظروف المناسبة لها للتعبير عن أفكارها وإظهار إبداعاتها، ومن ثم الإفادة ببحوثها ودراساتها واستثمار قدراتها.
وسيتم خلال هذه الندوة أيضا تكريم المجاهدين الذين أسهموا في الدفاع عن الوطن من خلال منحهم وسام المقام القاسمي عربون وفاء لعلاقتهم الجهادية مع هذه القلعة من قلاع الجهاد والوطنية، وتقديرا لجهادهم في ثورة التحرير، وأيضا عرفانا بما بذلوه في ميدان البناء والتعمير.

الزاوية القاسمية بالرباط

تأسست الزاوية الغازية القاسمية البوبكارية، سنة إحدى وأربعين وتسعمائة للهجرة، (941 هـ)، والتي تتوسط المدار السياحي لتافيلالت، حوالي عشر كيلومترات جنوب مدينة الريصاني بالمملكة المغربية، لمؤسسها الولي الصالح الشيخ العارف بالله والدال عليه، قدوة زمانه وفريد عصره، سيدي الغازي أبا القاسم القطب الرباني، والعالم العلامة النوراني ابن محمد ابن عمر الحسني الإدريسي، المزداد بقبيلة أرغن بتارودانت سنة تسعمائة وواحد هجرية ( 901هـ). والمتوفي رحمه الله سنة اثنان وثمانين وتسعمائة للهجرة ( 982 هـ).

وكان رضي الله تعالى عنه يدرس العلوم في شتى الفنون، تدريس العلم الظاهر المتمثل في الفقه المالكي، والعلم الباطني المنتمي إلى الطريقة الصوفية الغازية، المليانية الشاذلية، المبنية على الكتاب والسنة. كما تشهد بذالك مدرسته العتيقة والتي ما تبقى منها إلا الأطلال، حيث كانت تضم ما يزيد عن ستين تلميذا (60) وكان رحمه الله، يتكلف بمؤونتهم من أكل وشرب ولباس، بل كان رحمه الله تعالى يتكلف بمؤونة غيرهم، من الفقراء والمساكين، الذين يتوافدون على الزاوية، كل يوم ليتزودوا بما يحتاجون إليه من الطعام والكسوة وغيرهما.

وإلى جانب هذه المعلمة، العديد من المزارات لمراقد أبناء الشيخ ووارثي سره، كما اقتضت حكمة الله تعالى أن الولي الكامل، لا بد أن يظهر وارث سره ولو بعد حين، الولي الموروث، فبعد ستة أجيال ظهر حفيده ووارث سره، الشيخ المربي، سيدي الغازي بلعربي سنة 1176 هجرية وتوفي سنة 1246هجرية، والذي غرف من بحر جده، ورغم كونه أميا فقد أورثه الله من العلوم اللدنية، ما أبهر عقول الفحول من علماء عصره، مما وجدوا عنده من العلوم والمعارف والأسرار، فأحيى الطريقة وقوم اعوجاجها، بتربية النفوس والعروج بها إلى حضرة الملك القدوس، ورسخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة ءال النبوة وءال جانب الله.

وقد قامت الزاوية الغازية، مند تأسيسها شيخا عن شيخ إلى الان، بترسيخ المذهب المالكي وعقيدة التوحيد الأشعرية الصوفية السنية، المتمثلة في التعريف بمقام الإسلام، والإيمان، والإحسان، واليقين وهي قواعد الشريعة الإسلامية السمحاء، ودين الوسطية والإعتدال، وما زال إلى حد الأن يتوافد على الزاوية الغازية، عدد كبير من الزوار من جميع أنحاء المغرب وخارجه، وبابها مفتوح على مصراعيه، في وجه كل الزوار طيلة أيام السنة، في الرخاء والشدة، والله تعالى نسأل، أن يوفق المسؤولين،على هذه الزاوية إلى ما فيه الخير والصلاح.

* التاريخ
* الخصائص
* البيوتات الصوفية
* شيوخ وأعلام
* الطرق المغربية
* الزوايا
* المواسم

* العالم الإسلامي
* إفريقيا
* آسيا
* أوربا وأمريكا

تعريف الطريقة الخلواتية الرحمانية

تعريف الطريقة الرحمانيّة الخلوتيّة والزاويّة القاسميّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الطريقة الرحمانيّة الخلوتيّة
الرحمانيّة نسبة إلى الشيخ سيّدي محمّد بن عبد الرحمن الزواويّ الأزهريّ، أخذ العلم في جامع الأزهر الشريف، وأجيز من شيوخه، وأخذ الطريقة الخلوتيّة عن الشيخ محمّد بن سالم الحفني، ونشرها في المغرب العربيّ، ثمّ نُسبت إليه الرحمانيّة، وأمّا الطريقة الخلوتيّة، الّتي تفرّعت عنها الطريقة الرحمانيّة، فهي طريقة أهل السنّة والجماعة. والخلوتيّة: نسبة إلى الخلوة، من خلا يخلو خلوّا وخلاء، والكلمة عند اللّغويّين تحتمل عدّة معان، منها: الانفراد والانعزال والاستثناء والاعتماد والإرسال والإطلاق والتجرّد والتفرّغ والترك والكلام والبراءة والتسليم والموادعة والمضيّ والموت. وعند الصوفيّة: "هي محادثة السرّ مع الحق"، وبهذا يتحقّق الإخلاص في الأعمال، قال السوسيّ: "الخالص من الأعمال ما لم يعلم به ملك فيكتبه، ولا عدوّ فيفسده، ولا النفس فتعجب به". ويرون أنّ الخلوتيّة مستمدّة من معانيها، فقالوا: "هي طريقة مؤسّسة على الكتاب والسنّة"، مستندين إلى الحديث الذي رواه البخاريّ عن السيّدة عائشة رضي الله عنها، قالت: (أوّل ما بدئ به صلّى الله عليه وسلّم الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصبح، ثمّ حبّب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه، وهو التعبّد اللّيالي ذاوت العدد). الحديث. وقال القسنطينيّ: "قال القسطلاني إنّما حبّب إليه الخلوة لأنّ معها فراغ القلب والانقطاع عن الخلق. وفيه تنبيه على فضلها وسنّيّتها، لأنّها تريح القلب من أشغال الدنيا وتفرغه لله تعالى". ويستندون أيضا إلى قوله (: (سبعة يظلّهم الله في ظلّه، يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه) من جملتهم (رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) رواه مالك والبخاريّ ومسلم والنسائيّ. وإلى الحديث القدسيّ: (يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا) الحديث، رواه البزّار بإسناد صحيح، قاله المنذريّ. ونسب بعضهم الخلوتيّة إلى أخي محمّد الخلوتيّ، وهو السادس بعد أبي النجيب السهرورديّ في سلسلة رجال السند. والقول الأوّل هو الأرجح لأنّ محمّدا نفسه نُسب إليها. [1]
مؤسّس الطريقة الرحمانيّة الشيخ سيّدي محمّد بن عبد الرحمن الأزهريّ (1133-1208 هـ = 1715-1793 م)
هو محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن أبي القاسم بن عليّ بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمـد بن الحسن بن طلحة بن جعفر بن محمد العسكري بن عيسى بن حمزة بن إدريس .... ابن السيّدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولـد بقرية بوعلاوة بعرش آيت إسماعيل، ناحية قشتولة، وتقع على بعد 15 كلم، شرق ذراع الميزان، في منطقة جرجرة من الجزائر، وإلى هذه الأرض يُنسب، كما لُقّب بالأزهريّ، نسبة إلى الأزهر الشريف الذي جاوره مدة طويلة. الراجح أنه ولد سنة 1133هـ= 1715م، ونشأ ببلاد زواوة التي اشتهرت في تلك الفترة بالعلم والفقه. تتلمذ في بداية أمره على يد الشيخ الحسين بن آعراب الذي تخرّج من الأزهر الشريف وعاد منه بعلوم جمّة وثقافة واسعة. ذهب ابن عبد الرحمن إلى الحجّ في التاسعة عشرة من عمره، أي حوالي سنة 1152هـ، وفي طريق عودته أعجب بالأوضاع العلميّة بمصر فاستقر فيها مجاورا للأزهر الشريف، وفيه تلقّى العلوم على أيدي علماء أجلاّء منهم: الشيخ أحمـد بن محمد بن أبي حامد العدويّ المالكيّ الأزهريّ الشهير بـ "الدردير" (تـ 1201هـ)، والشيخ عليّ بن أحمـد الصعيديّ العدويّ (تـ 1189هـ)، والشيخ علي العمروسيّ (تـ 1173هـ)، والشيخ محمّد بن عبد الله بن أيّوب المعروف بـ"المنوّر التلمسانيّ"(تـ 1173هـ). وبعد تحصيل العلوم الإسلاميّة من هؤلاء الأعلام، اتّجه إلى شيخ مربٍّ يسلك على يده، ووجد ضالّته في الشيخ محمّد بن سالم الحفناويّ الخلوتيّ، وعنه أخذ الطريقة الخلوتيّة، وكلّفه بنشرها، والقيام بالدعوة في السودان والهند، يقول الشيخ محمّد بن عبد الرحمن في إحدى رسائله: "ثمّ بعثني (أي شيخه) إلى بلاد السودان وبلاد الهنود لأقرئهم جميع الفنون وإعطاء الورد، فشرعت في تربية الإخوان". وأقام ست سنوات في دار فور يقرئ السلطان ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى صار له أتباع كثيرون . أمره شيخه بالعودة إلى القاهرة وألبسه الخرقة، وكلّفه بالتوجّه إلى الجزائر لنشر الطريقة هناك، وكان ذلك سنة 1177هـ. استقرّ الشيخ بن عبد الرحمن فترة ببلاد القبائل كواعظ ومرشد، ثم انتقل إلى قرية الحامّة قرب مدينة الجزائر، واستقرّ هناك وتصدّى للتعليم، ولنشر الطريقة الخلوتيّة، والتفّ حوله عدد كبير من الطلاّب، فعلا صيته وذاعت شهرته، وأهدى له أفراد عائلة بني عيسى قطعة أرض بنى عليها زاويته الّتي اتّخذها مركزا لنشر الطريقة وملتقى للإخوان والمريدين. ولم تمض فترة طويلة على استقراره بالحامّة حتّى بدأت المشاكل والمتاعب تترى من طرف علماء الظاهر الذين كانـوا يرون في التفاف الناس حول الشيخ بن عبد الرحمن مساسا بكرامتهم وحطا من قيمتهم، فبدءوا بشن الحملات عليه وإثارة الـداي محمّد عثمان عليه، ممّا جعله ينصب له مجلسا للحكم في أمره، فعقد لذلك مناظرة للنظر في الاتّهامات الموجّهة إليه، برئاسة المفتي علي بن الأمين مفتي المالكيّة بالعاصمة، لكنّ موقف الشيخ كان الأصوب، وظهرت حججه على آرائهم الباطلة، وبرّئ من تهمة الزندقة الّتي وجّهت إليه، وتبيّن للداي كذبهم ومؤامرتهم وسوء نيّتهم، فأكرم نزله، واستضافه أياّما بقصره، وأخذ عنه ورد طريقته وأصبح من أتباعه ومريديه. وبالرغم من موقف الداي المؤيّد للشيخ، فإنّه فضّل مغادرة الجزائر العاصمة، والعودة إلى مسقط رأسه آيت إسماعيل بجرجرة، حيث أسّس هناك زاوية جديدة وتفرّغ للتعليم ونشر الطريقة. نجد في دائرة المعارف الإسلاميّة أنّ الشيخ استقرّ أوّلا بقريته آيت إسماعيل، وبسبب حسد علماء قريته، انتقل إلى الحامّة الّتي أثار نشاطه فيها معارضة علماء الدّين، فاستدعوه للمحاكمة. لا تذكر المصادر شيئا عن حياته الاجتماعية إلا ما عرفنا من أنه تزوج امرأة حبشية بالقاهرة، وأن له أخا لحق به في القاهرة، وأمره الشيخ الحفناوي بالعودة معه إلى الجزائر، وأنه لم يترك عقبا من صلبه، وأبناؤه هم شيوخ طريقته وخلفاؤه من بعده.
مـن أشهـر تلامـذته
سيدي علي بن عيسى، سيدي عبد الرحمن باش تارزي، سيدي محمد بن عزوز البرجي، سيدي محمد العمالي والد حميدة العمالي...
من مـؤلفـاتــه
1 ـ رسالة فتح الباب: ألفها في آداب الخلوة، وشروطها ودخولها ونتائجها. 2 ـ رسالة طي الأنفاس: يتحدث فيها عن آداب الطريقة الخلوتية بشكل عام، وآداب الخلوة، وطي النفوس السبعة وهو المبدأ الذي تقول به الطريقة الخلوتية من الأسماء السبعة والنفوس السبعة التي يجب قطعها بالأسماء السبعة المعروفة. 3 ـ دفتر الدفاتر: وهو أيضا عبارة عن مجموعة رسائل في الطريقة، والذكر والخلوة، وهي امتداد للرسائل الخلوتية المكتوبة في هذا الشأن. 4 ـ شرح على الريفاوي: شرح لقصيدة (قوته قولي) لصاحبها عبد الله الريفاوي، ويجمع هذا الشرح بين أصول الطريقة وأركانها، وآداب المريد، انتهى من تأليفه سنة 1172هـ. 5 ـ شرح لامية الزقاق: في الأقضية، قال عنه أنه ألفه بإذن شيخه الحفناوي. 6 ـ زلزلة النفوس: وكان لا يفارقه لعزته عليه. توفي ( سنة 1208هـ= 1793م. ودفن بزاويته. [2]
أصول الطريقة الرحمانيّة
ملامحها العامّة المشتركة هي: الشيخ المرشد، والذكر، والورد، والمريد، وعلى هذا الاعتبار فالرحمانيّة طريقة صوفيّة الأصل خلوتيّة الفرع، وقد وضعت الرحمانيّة مناهج تربويّة، ضبطتها برسوم وقواعد، تبدأ بأخذ العهد عن الأستاذ الشيخ لالتزام الانضباط، والمتابعة، والمثابرة، وتنتهي بتلقين المقرّر، ومادّته الذكر بأسماء الله الحسنى باعتباره الركن الأوّل لتربية النفس وتزكيتها. ثمّ يشرع المريد في التطبيق العلميّ، باتّباع قوانين أربعة، هي: الجوع، والسهر، والصمت، والعزلة (تقليلك للطعام، تقليلك للمنام، تقليلك للكلام، عزلتك كليّا). ويُتبعها بأصول ثلاثة عشر، لمقاومة عناصر الإثم؛ وهي بالترتيب: التوبة والمجاهدة والدعاء والخوف والورع والزهد والصبر والشكر والقناعة والرضا والتفويض والتسليم والتوكّل والانقطاع إلى الله تعالى بالعبادة في الخلوة.
ورد الطريقة الرحمانيّة
تذكر بعد صلاة الفجر: يا حيّ يا قيّوم لا إله إلاّ أنت برحمتك أستغيث. أربعين مرّة. ثمّ: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله. مائة مرّة. ثمّ الصلاة الكاملة، وهي: اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وآله صلاة أهل السموات والأرضين عليه وأجر يا ربّ لطفك الخفيّ في أموري. ثلاث مرّات. ثمّ: اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ومحمّد صلّى الله عليه وسلّم أجرني من النار. ثلاث مرّات. وبعد صلاة الصبح، بعد المعقّبات، تذكر: لا إله إلاّ الله. ثلاثمائة مرّة، المائة الأولى بالمدّ والثانية بالتوسّط والثالثة بالقصر. وبعد صلاة العصر كذلك: لا إلّه إلاّ الله. ثلاثمائة مرّة. وبعد صلاة عصر الخميس: تترك الهيللة، وتنتقل إلى الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم بقولك: اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم. ثلاثمائة مرّة. وبعد صلاة الجمعة: تصلّى بهذه الصيغة: اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ وعلى آله وصحبه وسلّم. ثمانين مرّة. ثمّ المعقّبات. ثمّ لا إله إلاّ الله، كما هي العادة. وبعد كلّ صلاة بعد المعقّبات: تصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عشر مرّات، بالصيغة الآتية: اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد وسلّم.
من أعلام الطريقة الرحمانية
الشيخ سيّدي عبد الرحمن بن أحمـد باش تارزيّ (ت 1222هـ = 1807م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أحمد بنعزوز البرجيّ (1170-1233هـ= 1757-1818م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمّد بن سيدي عيسى (1168-1236هـ= 1750-1820م)
الشيخ سيّدي محمّد الصالح بن سليمان العيسويّ الزواويّ (1152 - 1242 هـ = 1739-1826م)
الشيخ سيّدي عليّ بن عيسى المغربيّ (ت 1252هـ = 1836م)
الشيخ سيّدي السعيد بن عبد الرحمن بن أبي داود (1176-1256هـ= 1762-1840م)
الشيخ سيّدي علي بن عمر الطولقيّ (1166-1258هـ= 1754-1842م)
الشيخ سيّدي عبد الحفيظ بن محمد الخنقيّ (1203-1266هـ= 1789-1850م)
الشيخ سيّدي الصادق بن مصطفى البسكريّ (1194-1276هـ= 1779-1859م)
الشيخ سيّدي المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (1201-1277هـ= 1784-1859م)
الشيخ سيّدي الصادق بن الحاج الأوراسيّ (1205-1277هـ= 1790-1860م)
الشيخ سيّدي المهديّ السكلاويّ الزواويّ (1200-1278هـ= 1786-1862م)
الشيخ سيّدي الشريف بن الأحرش النايليّ (1218-1281هـ= 1803-1864م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمد بن عزوز البرجيّ (1220-1282هـ= 1803-1865م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن عبد الرحمن باش تارزي (ت بعد 1287هـ= 1870م)
الشيخ سيّدي أبو العبّاس بن محمّد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1287 هـ = بعد 1870 م)
الشيخ سيّدي محمّد وعلي السحنونيّ (ق 14هـ= 19م)
الشيخ سيّدي الحاج محمّد باشا آغه بن أحمد (ت 1289 هـ = 1872 م)
الشيخ سيّدي محمّد أمزيان بن عليّ الحدّاد (1205 - 1290 هـ = 1790 - 1873 م)
الشيخ سيّدي أحمـد بن محمد العماليّ (1227-1290هـ= 1812-1873م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أبي القاسم البوجليليّ (ت بعد 1300هـ= 1882م)
الشيخ سيّدي أبو القاسم بن أحمد ابن أبي داود (ت 1308 هـ = 1891 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن عزوز البرجيّ (1229-1309هـ= 1813-1891م)
الشيخ سيّدي الحسين بن عليّ بن عمر الطولقيّ (1246 - 1309 هـ = 1830 - 1891 م)
الشيخ سيّدي محمّد السعيد بن أحمد بن عبد الرحمن باش تارزي (ت بعد 1309 هـ = 1891 م )
الشيخ سيّدي محمّد التارزي بن محمد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (1227-1310هـ= 1812-1892م)
الشيخ سيّدي محمّد المكي بن الصديق الونجليّ الخنقيّ (ت 1311هـ= 1894م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أبي القاسم الهامليّ (1240-1315هـ = 1824-1897م)
الشيخ سيّدي المبروك بن محمّد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1315 هـ = 1897 م)
الشيخ سيّدي علي بنعثمان بن علي الطولقيّ (1232-1316هـ = 1824-1898م)
الشيخ سيّدي محمّد العربيّ بن أحمد ابن أبي داود (ت بعد 1315 هـ = 1898 م)
الشيخ سيّدي محمّد الطيّب بن أحمد ابن أبي داود (ت بعد 1315 هـ / 1898 م)
الشيخ سيّدي الهاشميّ بن عليّ دردور الأوراسيّ (1230- 1317هـ =1815- 1899م)
الشيخ سيّدي سالم بن محمد العايب السوفيّ (ق 13هـ= 18م)
الشيخ سيّدي محمّد أمزيان ابن أبي داود (ق 13 هـ = ق 19 م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (ق 13 هـ / ق 19 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (ق 13 هـ / ق 19 م)
الشيخ سيّدي علي بن الحملاوي بن خليفة (ق 14هـ= 19م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن أبي القاسم الحسنيّ الهامليّ (1277-1331هـ= 1862-1913م)
الشيخ سيّدي محمد بن السعيد السحنوني (1255-1332هـ= 1839-1914م)
الشيخ سيّدي المختار بن محمّد الهامليّ (1284-1333هـ= 1867-1914م)
الشيخ سيّدي المكي بن مصطفى بن عزوز البرجيّ (1270-1334هـ= 1854-1915م)
الشيخ سيّدي محمّد الصغير بن المختار بن عبد الرحمن الجلاليّ (ت 1335 هـ = 1917 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن الديسيّ (1270 - 1340 هـ = 1845 - 1922م)
الشيخ سيّدي عبد الكريم بن التارزيّ بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1343 هـ = 1925 م)
الشيخ سيّدي محمّد العربيّ بن محمّد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1343 هـ = 1925 م)
الشيخ سيّدي عاشور بن محمّد بن عبيد الخنقيّ (1264 ­ 1346 هـ=1848 ­ 1927 م)
الشيخ سيّدي أحمد الأمين بن المدنيّ بن المبروك ابن عزوز البرجيّ (ت بعد 1353 هـ = 1934 م)
الشيخ سيّدي محمّد أبو القاسم الحفناويّ بن أبي القاسم الديسيّ (1269 - 1361 هـ = 1852 - 1941 م)
الشيخ سيّدي الونوغي بن أحمد بن مرزاق المقرانيّ (ت بعد 1363 هـ = 1943 م)
الشيخ سيّدي عبد الحميد بن محمّد الصغير بن المختار الجلاليّ (ت بعد 1369 هـ = بعد 1950 م)
الشيخ سيّدي محمّد العربي خليفة البسكريّ (ت بعد 1373هـ = 1953م)
الشيخ سيّدي عبّاس الهاشميّ بن عليّ بن عمر الطولقيّ (ت بعد 1372 هـ = 1953 م )
الشيخ سيّدي عبد القادر بن أبي القاسم القاسمي الحسنيّ (ت 1374 هـ = 1954 م)
الشيخ سيّدي عبد القادر بن إبراهيم بن الشيخ المسعديّ النائليّ (1302 - 1376 هـ = 1884 - 1956 م)
الشيخ سيّدي محمّد الخضر بن الحسين بن عليّ بن عمر الطولقيّ (1293 ­ 1377 هـ = 1876 ­ 1958 م)
الشيخ سيّدي الطاهر بن عليّ بن أبي القاسم بن العبيديّ (1304 - 1387 هـ = 1885 - 1968 م)
الشيخ سيّدي محمّد المكيّ بن المختار القاسمي الحسنيّ (1320 - 1388 هـ = 1902 - 1967)
الشيخ سيّدي أحمد بن عليّ بن أبي القاسم بن العبيديّ (ت 1388 هـ = 1969 م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمّد بن أبي القاسم القاسميّ الحسنيّ (1315 - 1390 هـ = 1897 - 1970م) [3]
الشيخ محمّد بن أبي القاسم مؤسّس زاوية الهامل
ولد الأستاذ في شهر رمضان 1239هـ الموافق لـ 1823م ببادية الحامديّة، بولاية الجلفة، من أبوين ينتهي نسبهما إلى سيّدي أبي زيد بن عليّ جدّ غالبيّة أشراف المغرب الأوسط. حفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه، على يدي ابن عمه محمّد بن عبد القادر، وأرسخ حفظه وترتيله، ورسمه بزاوية أولاد سيّدي عليّ الطيّار، بجبال البيبان الّتي قصدها رفقة أخيه الحاج محمّد، وعادا منها بعد عامين اثنين. رحل ثانية في طلب العلم إلى جبال القبائل، فحلَّ بزاوية سيّدي أبي داود بتاسلينت ناحية أقبو، بعد ثلاث خلت من شهر رمضان المعظم سنة 1256هـ. أخذ من شيخها وأستاذها سيدي: أحمد بن أبي داود، علوم الفقه، والنحو، وعلم الكلام والفلك، والفرائض، والمنطق، وذلك خلال خمس سنوات قضاها بهذه الزاوية متعلّما، ومقرّرا للمبتدئين من الطلاّب، ومناوبا لأستاذه، الذي أمره في سنته الأخيرة بالتدريس في زاوية سيّدي أبي التقى. وبحلول عام 1262هـ الموافق لـ 1844م جلس للتدريس بالهامل، بلدة آبائه وأجداده، فتوافد عليه الطلاب من المناطق المجاورة، لتلقّي العلم، فزاد عددهم على ثمانين طالبا. وفي هذه الفترة بالذّات زار الأمير عبد القادر، الذي كان غير بعيد عن البيرين، بجبل البيضاء، وفي نيّته أن يكون مجاهدا في صفوف جيش الأمير، غير أنّ هذا الأخير طلب منه أن يبقى مدرّسا لأبناء المسلمين. ومن هنا توطّدت العلاقة، فكانت بينهما مراسلات من الجزائر ومن الشام، وما تزال بالزاوية قطع من أسلحة أهداها الأمير للشيخ محمّد بن أبي القاسم. وازدادت العلاقة بعائلة الأمير متانة بتعاقب شيوخ الزاوية. ولبلوغ درجة الإحسان التي كانت تتوق إليها نفسه، قيّض الله له الشيخ المختار بن عبد الرّحمن بن خليفة الجلاّلي، فلازمه من بداية سنة 1273هـ إلى أول سنة 1278هـ، حيث أَذِن له في إعطاء ورد الطريقة الرحمانيّة، وخلفه على رأس زاويته قريبا من سنة. عاد بعدها إلى الهامل فبنى زاويته العامرة، في أحضان عمران، لنشر العلم والتربية الروحية، ولإيواء أبناء السبيل، وسد حاجة المحتاجين، فسخر حياته للتربية والتعليم، وإصلاح ذات البين، ونذر نفسه لنصرة المجاهدين من أبناء وطنه، فجمع المؤن وبعث بها إلى المجاهدين بالزيبان في ثورة الزعاطشة، ثمّ آوى ما يزيد على ثمانين أسرة من عائلة الشيخ المقرانيّ، ولا يزال بالزاوية حي " أولاد مقران " قائما. ولمواقفه هذه، كانت السلطة الاستعماريّة تراقب حركاته وسكناته، وتحاصر نشاطه. وفي هذا ما يصدق الرواية المتداولة التي تقول: إن الأستاذ مات مسموما في طريق عودته من الجزائر العاصمة بالمكان المسمى "حدّ الصحاري"، وذلك في شهر المحرّم 1315 هـ / جوان 1897م. وحمل جثمانه ليدفن في زاويته.
زاوية الهامل القاسميّة
تقع الزاوية في الجنوب الغربي من مدينة بوسعادة، على المرتفعات المتاخمة لجبال أولاد نائل. تنتسب الزاوية القاسميّة إلى مؤسّسها الإمام والعالم الربانيّ، الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم، الشريف الحسنيّ، رحمه الله، المتوفّى في شهر المحرم (1315 هـ/ جوان 1897 م). أسّس الشيخ رحمه الله زاويته، وعمرها في بيته الكائن برحاب المسجد العتيق، في فترة مقاومة الأمير عبد القادر، حيث بلغ عدد طلبته آنذاك، ثمانين طالبا، كان يتولى تعليمهم، ويتكفل بنفقات إقامتهم. ثم بنى زاويته الحالية وعمرها. وتضم عدّة مرافق، أهمّها: المسجد الجامع. وبيت القرآن. وبيوت الطلبة. وقاعات الإطعام. وسكنات لإقامة الزائرين، فضلا عن مسكن شيخ الزاوية.. ترجم للمؤسّس وكتب عن زاويته كثير من المؤرّخين والكتّاب، وأشادوا بأعماله وجهاده، وأجمعوا على اعتبار زاويته من أشهر الزوايا العلميّة في المغرب العربيّ الكبير، نظرا إلى الدور الإيجابيّ الذي اضطلع به رجالها، وجهودهم العلميّة، والتربويّة، وأعمالهم الوطنيّة، في عهد الاحتلال، وبعد استعادة الاستقلال.
أدّت الزاوية دورا رائدا في مختلف مراحل الجهاد، ضد الوجود الأجنبيّ، وكانت أحد معاقل الحركة الوطنيّة، ثم مركز إسناد للثورة التحريريّة.
اختارها رجال الزوايا في المغرب العربيّ، في مطلع الثلاثينيّات مقرًّا لجامعة زوايا الشمال الإفريقيّ، وانتخب شيخ الزاوية، أنذاك، رئيسا للجامعة. وعندما تأسّست رابطة الزوايا الرحمانيّة في غرّة المحرم 1410هـ/03 أغسطس 1989م، اختار رجالهُا زاويةَ الهامل القاسميّة مقرًّا للرابطة الرحمانيّة وانتخبوا الشيخ القاسميّ رئيسا لها.
تسخّر الزاوية اليوم جهودها لتعليم القرآن الكريم، ونشر تعاليم الدين الحنيف، وإرساخ قيمه الروحيّة السامية، فضلا عن رسالتها الإصلاحية، وعملها لترقية المجتمع، وتوثيق أواصر الأخوّة والوحدة بين أفراده، وإصلاحه بالدّين القيّم والتوجيه الراشد.
ينتشر أتباع الزاوية وأحبابها وقدماء طلبتها، في شرق البلاد وغربها ووسطها، ويرتبط بها أتباع الطريقة الرحمانيّة روحيا وثقافيا. تتكفّل الزاوية بعدد من الأسر الفقيرة، وتساعد اليتامى والمساكين وأبناء السبيل والمعوزين، وتطعم الطعام الوافدين، زائرين وعابرين. كما تتكفّل بطلبة العلم، مجانا: إيواء وإطعاما وتعليما. نشاط الزاوية العلمي والتربوي والاجتماعي ازدهرت الزاوية، وذاع صيتها، مشرقا ومغربا، فأصبحت، بعد سنوات قليلة من تأسيسها: مركز إشعاع حضاري، استقطبت اهتمام الباحثين، وأثارت عناية الدارسين، وقصدها العلماء وأهل الفضل، من داخل البلاد وخارجها. معهداً علميّا عاليا، تخرَّج منه عدد كبير من العلماء والفقهاء، كانوا يؤهّلون علميّا، ويجازون للإفتاء، أو القضاء، أو التدريس في كبرى الحواضر العلميّة، داخل الوطن وخارجه.
مركزا روحيا قياديا لأتباع الطريقة الخلوتيّة الرحمانيّة، تلتفّ حوله قلوبهم وتأتلف أرواحهم، وملاذا آمنا، يجد فيها ذوو الحاجات ما يسدّ خللهم، ويفرّج كربهم، ويصلح شأنهم.
تخرج من الزاوية الآلاف من طلبة العلم، خلال قرن ونصف، وتراوح تحصيلهم العلميّ بين حفظ القرآن الكريم والفقه في الدين، وبين بلوغ أرقى الدّرجات العلميّة، ولقد فاق عدد طلبة المعهد القاسميّ 1500 طالب عام 1975م.
يتوزّع خرّيجو المعهد القاسميّ، منذ استعادة الاستقلال، على مختلف قطاعات النشاط الوطني: رجال تربية وتعليم، ورجال قضاء، وأئمة مساجد، وباحثين في الجامعات والمعاهد، ومؤطّرين ومسيّرين في مختلف المؤسّسات والهيئات.
تواصل الزاوية آداء رسالتها التعليميّة، والتربويّة والاجتماعيّة، مسخّرة جهدها لتعليم القرآن الكريم، ونشر هدايته، وإرساخ مبادئ الإسلام وإحياء قيمه، وإصلاح المجتمع بالدّين القيّم والتوجيه الراشد، وتعمل جاهدة لتوثيق أواصر الأخوّة والوحدة بين أفراد المجتمع، وصيانته من الأفكار الهدّامة، والدعوات المشبوهة، والنزعات الطائفيّة المفرّقة، والتيّارات الدينيّة المتشدّدة.
ويتخرج منها حاليا عدد من حفظة القرآن الكريم في كل عام، مزوّدين بحصيلة من العلم تؤهّلهم للالتحاق بالمعاهد الإسلاميّة لتكوين الإطارات الدينيّة.
متوسّط طلبة الزاوية من عهد تأسيسها
1265هـ /1848م = 1280هـ /1863م = 080 - 200 طالب.
1280هـ /1863م = 1345هـ /1927م = 200 - 450 طالب.
1345هـ /1927م = 1364هـ /1945م = 300 - 600 طالب.
1364هـ /1945م = 1374هـ /1955م = 200 - 350 طالب.
1374هـ /1955م = 1382هـ /1962م = 050 - 150 طالب.
1382هـ /1962م = 1384هـ /1964م = 200 - 400 طالب.
1384هـ /1964م = 1390هـ /1970م = 400 - 800 طالب.
1390هـ /1970م = 1395هـ /1975م = 1100- 1500 طالب.
وهي الآن تستقطب في حدود مائة طالب للقرآن الكريم.
وللنهوض برسالة الزاوية الحضارية، أعدّ القائمون عليها مخطّطا يتضمّن مشروع بناء معهد عال للعلوم الشرعية، تراعى في مرافقه جميع الشروط والوسائل التربوية، ويتخرج منه، بإذن الله، علماء متخصصون في العلوم الشرعية، يفقهون الأمة في دينها، ويرسخون فيها عقيدتها ومقوماتها، ويحيون قيمها وأخلاقها الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وشريعته السمحة.
أعلام الزاوية
أنجب المعهد القاسميّ أطواد علم مبرّزين، حملوا مشعل الثقافة العربيّة والتربية الإسلاميّة إلى كلّ ربوع القطر الجزائريّ، وأناروا بمعارفهم جوانبه، وما زالت آثارهم وأعمالهم هي النور المشعّ في ربوع القطر العزيز، وهي العمل الحيّ المثمر، يجني جناه الخلف عن السلف، ومن أبرزهم تلامذة الشيخ المؤسّس، وهم: الشيخ محمّد بن عبد الرحمن الديسيّ صاحب التآليف الكثيرة، منها الزهرة المقتطفة في نظم الجمل، وشرحها، وحاشيتها، والموجز المفيد على شرح منظومة عقد الجيد في التوحيد كلاهما له، والمناظرة بين العلم والجهل، والمشرب الراوي على منظومة الشبراويّ، وقد ذكر معظم مؤلّفاته سواء منها المطبوع أو المخطوط مذيّل كشف الظنون. والشيخ محمّد بن الحاجّ محمّد القاسميّ صاحب كتاب الزهر الباسم في ترجمة الشيخ سيّدي محمّد بن أبي القاسم، مطبوع، وله رسائل أخرى كثيرة منها المطبوع والمخطوط، وقد ذكره أيضا مذيّل كشف الظنون، والشيخ المختار القاسميّ، والشيخ محمّد الصدّيق الديسيّ. وتلامذة هؤلاء هم: الشيخ أبو القاسم القاسميّ، والشيخ أحمد القاسميّ، والشيخ ابن السنوسيّ بن عبد الرحمن، والشيخ أحمد بن بوداود بن عبد الرحمن، والشيخ عبد السلام التازي الأستاذ بجامعة القرويّين، والشيخ حميده الديسيّ الجزائرليّ المدرّس بالحرم النبوي بالمدينة المنوّرة، والشيخ أبو القاسم الحفناويّ صاحب كتاب تعريف الخلف برجال السلف، والشيخ الحسين بن أحمد البوزيديّ المدرّس بالأزهر الشريف، والشيخ الحسين بن المفتي القاضي بقفصة في تونس، والشيخ أبو مزراق الوانوغيّ مفتي الشلف، والشيخ محمّد العاصميّ مفتي الأحناف بالجزائر، والشيخ محمّد العيد بن البشير مفتي سور الغزلان، والشيخ محمّد بوعود قاضي آفلو، والشيخ المختار بن عليّ قاضي الجلفة، والشيخ القندوز ابن الشريف قاضي الجلفة أيضا، والشيخ قويدر بن محمّد البوزيديّ قاضي وهران، والشيخ أبو بكر بن عبد القادر قاضي بوسعادة، والشيخ الحاجّ بن يعقوب قاضي فرنده، والشيخ الطيّب بن الأخضر قاضي السوقر، والشيخ الأحسن بن أحمد قاضي معسكر، والشيخ بلقاسم بن الجديد قاضي سيدي عيسى، والشيخ العربيّ بن أبي داود شيخ زاوية آقبو، والشيخ العابد بن عبد الله المدرّس بأولاد جلاّل والشيخ مصطفى بن قويدر المدرّس بأولاد جلاّل أيضا، وعنهما تخرّج الشيخ نعيم النعيميّ. والشيخ عبد القادر ابن إبراهيم المسعدي،ّ والشيخ مصطفى بن سادات الكاتب في جريدة المنتخب، وغير هؤلاء كثير.
أبرز من تتلمذ عن الشيخ المؤسّس بالسماع والأخذ أو بالإجازة
أمّا الذين تتلمذوا عن الشيخ بالإجازة فنذكر من بينهم الشيخ محمّد المكيّ بن مصطفى ابن عزّوز، والشيخ عاشور الخنقيّ، والشيخ عبد الحليم بن سماية، والشيخ عبد القادر المدكالي، والشيخ عليّ بن سلطان القنطريّ، والشيخ صالح القلّيّ، والشيخ حمدان الونيسيّ القسنطينيّ، والشيخ محمّد السنوسيّ التونسيّ، صاحب كتاب الاستطلاعات الباريسيّة. والشيخ شعيب التلمسانيّ، صاحب العقيدة، والدكتور محمّد العربيّ الجزائريّ، وقد ذكر ذلك في محاضرته الطبيّة المطبوعة بتونس.
أعيان العلماء الذين زاروا الزاوية وألقوا بها دروسا ومحاضرات وذكروها في تآليفهم
ومن الذين زاروا الزاوية وحاضروا فيها: العلاّمة الشيخ محمّد الحجويّ صاحب الفكر السامي، العلاّمة المحدّث الشيخ عبد الحيّ الكتّانيّ، الشيخ عمر برّي شاعر المدينة وأديب الحجاز، الشيخ أحمد المأمون البلغيثيّ المغربيّ صاحب التآليف الكثيرة، الشيخ عبد الحميد بن باديس، الشيخ محمّد البشير الإبراهيميّ، الشيخ أحمد توفيق المدنيّ، الشيخ طفيش شيخ الديار المزابيّة، الشيخ إبراهيم بيّوض، الشيخ سليمان البارونيّ. وغيرهم ممّا يطول عدّهم. وعن هؤلاء جميعا يمكن الرجوع إلى تعريف الخلف لأبي القاسم الحفناوي، والأعلام للشيخ ابن عاشور التونسي، وهدية العارفين لإسماعيل باشا، ونهضة الجزائر الحديثة للشيخ محمّد عليّ دبوز، وحياة كفاح للشيخ أحمد توفيق المدني، والأعلام لخير الدين الزركليّ، وأعلام الجزائر لعادل نويهض، وتاريخ الجزائر الثقافيّ للدكتور سعد الله في طبعته الأخيرة ، ، ، وغير ذلك.
خلفاء المؤسّس
السيدة زينب بن محمد بن أبي القاسم
ولدت في بلدة الهامل، عام (1287هـ/1872م). حفظت القرآن الكريم، وتفقّهت على يد والدها. تولت إدارة الزاوية بعد وفاة مؤسسها، فأحسنت تسييرها. كتب عنها بعض المستشرقين الذين رأوا فيها مثالا للمرأة العربية المسلمة التي أثبتت جدارتها في حسن الإدارة والسياسة، ولا سيما في تلك الفترة التي كانت المرأة في المجتمعات الإسلامية محجرا عليها. توفيت رحمها الله في الزاوية بتاريخ: ( 1323هـ/1905م) ودفنت بجنب والدها.
الشيخ محمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم
ولد في بلدة الهامل، عام (1277هـ/1859م). كفله عمه الشيخ محمّد بن أبي القاسم، وعلّمه، فتفقّه على يديه، وبرز في علوم شتّى، كما أخذ عن الشيخ محمّد بن عبد الرحمن الديسيّ، والشيخ عاشور الخنقيّ، والشيخ محمّد المكي بن عزوز، وغيرهم من العلماء. درّس بالزاوية، وتولّى مشيختها بعد وفاة ابنة عمّه السيّدة زينب عام (1323هـ/1905م) فنهض بها نهضة علميّة استرعت اهتمام العلماء في المشرق والمغرب، فكاتبوه وزاروه، واستجازوه وأجازوه، وكوّن علاقات علميّة وأدبيّة واسعة في شتى الأقطار الإسلاميّة، توفّي رحمه الله عام (1331هـ /1913م ) في الزاوية ودفن فيها. من تآليفه (الزهر الباسم) مطبوع، و(المطلب الأسنى) مطبوع، و(تحفة الأفاضل) ورسائل أخرى مخطوطة.
الشيخ المختار بن الحاج محمد بن أبي القاسم
ولد في بلدة الهامل. أخذ العلم عن عمّه الشيخ محمّد بن أبي القاسم، والشيخ محمّد بن عبد الرحمن الديسي وغيرهما. اشتهر بالورع والصلاح. تولّى مشيخة الزاوية بعد وفاة أخيه الشيخ محمّد، ولم يعمر بعده إلاّ قليلا. ساعد الشيخ ابن أبي شنب في نشر كتاب (البستان في ذكر أولياء وعلماء تلمسان). توفّي رحمه الله في الزاوية عام (1333هـ / 1915م).
الشيخ أبو القاسم بن الحاج محمد بن أبي القاسم
ولد في بلدة الهامل. أخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسيّ، والشيخ محمّد بن الحاج محمّد وغيرهما. درّس بالزاوية، وتولّى مشيختها بعد وفاة أخيه الشيخ المختار. اشتهر بالعلم والحزم، وازدهرت الزاوية في عهده. ساهم في بناء مسجد باريس. توفّي رحمه الله في الزاوية عام (1346هـ /1927م). الشيخ أحمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم ولد في بلدة الهامل. أخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، والشيخ محمد بن الحاج محمد وغيرهما. تولى مشيخة الزاوية بعد وفاة أخيه الشيخ أبي القاسم. وتوفي رحمه الله في الزاوية قبل تمام الحول، عام (1347هـ / 1928م).
الشيخ مصطفى بن محمد بن الحاج محمّد
ولد في بلدة الهامل، عام (1315هـ/1897م). تعلّم في الزاوية، وتفقّه على يد والده الشيخ محمّد بن الحاج محمّد والشيخ محمّد بن عبد الرحمن الديسيّ والشيخ أبي القاسم بن الحاج محمّد، وغيرهم من علماء الزاوية. شارك في حفل تدشين مسجد باريس، نيابة عن عمّه شيخ الزاوية (1345هـ/1927م). درّس بالزاوية، وتولّى مشيختها بعد وفاة عمّه الشيخ أحمد (1347هـ/1928م). كان أحد الأعضاء المؤسّسين لجمعية العلماء المسلمين (1350هـ/1931م)، ثمّ عضوا مؤسّسا لجمعيّة علماء السنّة (1351هـ/1932م). زار مصر والحجاز (1354هـ/1935م) واتّصل بالعلماء في البلدين. ساهم في تأسيس جامعة زوايا الشمال الإفريقي (1367هـ/1948م) وعُيّن رئيسا لها. زار المغرب الأقصى بمناسبة مؤتمر زوايا الشمال الإفريقي (1371هـ/1952م). زار ثانية مصر والحجاز (1384هـ/1965م) كما زار في هذه الرحلة القدس الشريف وعمّان ودمشق، ووطّد علاقاته بعلماء المسلمين في البلدان المذكورة. قاد الزاوية في أحلك الظروف وأصعبها، ولاسيما إبّان ثورة التحرير، واستطاع بحكمته أن يجعل الزاوية مركز إسناد للمجاهدين، واستمرّ في أداء رسالتها، على الرغم من محاولات السلطة الاستعماريّة توقيف نشاطها. كما كان له دور بارز في سدّ الطريق عن الحركة الخيانيّة للعميل ابن الونيس، بمنع امتدادها في أوساط الجماهير المحصنة بتأثير الزاوية وتوجيهها الوطني. كما شهد عهده انبعاث المعهد القاسمي، بعد استعادة الاستقلال، في عقد الستينيّات. توفي رحمه الله عام (1390هـ/1970م)، في الجزائر العاصمة، ودفن في الروضة القاسمية، بجوار أسلافه.
الشيخ الحسن بن محمد بن الحاج محمد
ولد في بلدة الهامل عام (1318هـ/1900م). تعلّم في الزاوية على يد شيوخها. تولى مشيخة الزاوية بعد وفاة أخيه الشيخ مصطفى سنة 1390هـ. أعاد بناء بعض مرافق الزاوية، وجدّد بيوت الطلبة التي هُدّمت في فترة التأميمات. عُرف خلال حياته بأعماله الخيريّة وأياديه البيضاء في مجال الرعاية الاجتماعية. توفّي رحمه الله في الزاوية عام (1407هـ /1987م) ودفن فيها، بجوار أسلافه.
الشيخ الخليل بن مصطفى بن محمد
ولد في بلدة الهامل عام (1349هـ/1930م). تعلّم في زاويتها على أيدي شيوخها منهم والده الشيخ مصطفى، والشيخ محمد بنعزوز بن المختار، والشيخ عبد الحفيظ بن أبي القاسم، كما أخذ عن الشيخ عبد الحي الكتاني، والشيخ الطاهر العبيدي، والشيح الحسن العثماني. خصه والده بعناية بالغة، فصحبه في رحلاته العلمية إلى المشرق والمغرب. أجيز للتدريس بالزاوية عام (1367هـ/1948م). أسّس رفقة مجموعة من الشباب القاسميّ جريدة محلّية فكرية ثقافية أدبية (1367-1368هـ/1948-1949م). اسمها "الروح". لبّى داعي الجهاد حين اندلعت ثورة التحرير المباركة، وعمل مع قادة الثورة في الولاية السادسة، اعتقل سنة (1376هـ/1956م)، وأفرج عنه (1378هـ/1958م)، وبقي تحت الإقامة الجبرية إلى غاية الاستقلال. تولّى إدارة المعهد القاسميّ، عند افتتاحه في صائفة (1382هـ/1962م)، وقد قصد المعهد طلاّب العلوم الإسلاميّة من كافّة القطر الجزائريّ، واستقطب في سنواته الأخيرة أكثر من 1500 طالب في العام الواحد. تخرّج منه إطارات ذوو كفاءات عالية، يشغل كثير منهم اليوم مناصب مهمّة في مختلف قطاعات النشاط الوطنيّ. واستمر في إدارة المعهد إلى أن أغلق سنة (1396هـ/1976م)، بعد إلغاء التعليم الحرّ والتعليم الأصليّ. اختير لعضويّة المجلس الإسلاميّ الأعلى (1401هـ/1981م). أوفد إلى فرنسا في مهمة دينيّة عام (1406هـ/1986م)، فكان تأثيره في الجالية الإسلاميّة واسعا. تولّى مشيخة زاوية الهامل بعد وفاة عمّه الشيخ الحسن بن محمّد (1407هـ/1987م). انتخب رئيسا للرابطة الرحمانيّة للزوايا العلميّة (1410هـ/1989م). توفّي رحمه الله بباريس سنة (1414هـ/1994م). ترك مجموعة من المقالات الفكرية، نشر بعضها في جريدتي "العصر" و "الروح".
الشيخ محمد المأمون بن مصطفى بن محمد
ولد في بلدة الهامل، بتاريخ 25 فبراير 1944م. حفظ القرآن الكريم في الزاوية، وأخذ العلم عن شيوخها، ومنهم الشيخ محمّد بن عبد العزيز الفاطمي، والشيخ محمد قريشي التاجروني، والشيخ الخليل مصطفى والشيخ أحمد بن عزوز. أجازه والده الشيخ مصطفى بن محمد، والعالم الجزائريّ الشيخ الطاهر العبيديّ، والشيخ محمد علوي المالكي. كما أجيز في الدراسات العليا من جامعة الجزائر. صحب والده في رحلاته. وظلّ إلى جواره حتى وفاته رحمه الله. تولّى التدريس في المعهد القاسمي والإشراف على التنظيم التربويّ فيه (1963-1970). دُعي إلى وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية. في مطلع عام 1971 لتولّي وظيفة سامية فيها، فأسندت إليه إدارة البرامج والامتحانات، ثم إدارة التوجيه الديني وتنظيم شؤون الحج والعمرة (1971–1992). عضو مؤسّس لمجمع الفقه الإسلاميّ المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلاميّ في جدّة (1982). اختيرا نائبا لرئيس الرابطة الرحمانيّة للزوايا العلميّة (1989). انتخب أمينا عاما للجمعيّة الجزائرية لاتحاد المغرب العربي (1989). دعي للإشراف على هيئة الرقابة الشرعيّة في بنك البركة الجزائريّ (1992). اختير لتولّي مشيخة الزاوية (1994). اختير عضوا في المجلس الإسلاميّ الأعلى (1998). دعي لعضوية المجلس الشرعيّ لهيئة المراقبة والمحاسبة للمؤسّسات الماليّة الإسلاميّة في البحرين (2002). شارك في ملتقيات وندوات إسلاميّة دوليّة، في الجزائر وخارجها، له أبحاث ودراسات، وخطب ومقالات، أكثرها مخطوط، ونشر بعضها في الجرائد والمجلات.
مكتبة الزاوية
تضم مكتبة الزاوية مجموعة من المخطوطات، تقدّر بنحو ألف مجلد. نشرت فهرسة لاثنين وخمسين عنوانا منها بعناية المستشرق رينيه باسييه عام 1897م، وأعدّ العاملون فيها الآن فهرسة شملت ثلاثمائة عنوان، نشرت في مستوى المكتبات عام 1998م. المخطوطات التي تمّ فهرستها إلى الآن. هي بالأرقام كالآتي: علوم القرآن: المصاحف: 31. التفسير: 42. أحكام التلاوة: 9. إعراب القرآن: 10. المجموع: 92. الحديث الشريف: الحديث: 18. شرح الحديث: 45. مصطلح الحديث: 7. المجموع: 70. الفقه: الفقه: 261. أصول الفقه: 33. المجموع: 294. التاريخ: التاريخ: 8. السير: 24. التراجم: 12. المجموع: 44. التصوف: المجموع: 94. الفكر: التوحيد: 30. المنطق: 24. المجموع: 54. اللغة: النحو: 48. البلاغة: 15. المعاجم: 7. الأدب: 65. المجموع: 135. العلوم: الطب: 3. الفلك: 11. الحساب: 8. المجموع: 22.
تضم المكتبة القاسمية، فضلا عن المخطوطات، مجموعة من المطبوعات الحجرية النادرة، منها ما طبع بخط اليد، كالتي نشرت في الهند والمغرب الأقصى، ومنها ما كان بالحرف المطبعي، كمنشورات المطبعة السلطانية بفرنسا، ومطبوعات بولاق بمصر. كما تضم المكتبة مجموعة قيمة من الوثائق والرسائل الواردة من أعلام العالم الإسلامي إلى شيوخ الزاوية. تكفّل شيوخ الزاوية بطبع ونشر عدة كتب، أهمها: المنح الربانية للقسنطيني، طبع في تونس عام 1890. والزهر الباسم للقاسمي، طبع في تونس عام 1891. كما ساهموا وساعدوا في نشر وتحقيق كتب من بينها: توهين القول المتين للديسي، طبع في الجزائر، والبستان في ذكر علماء تلمسان لابن أبي مريم، تحقيق الأستاذ ابن أبي شنب، طبع في الجزائر 1908. ومنار الإشراف للخنقي، طبع في الجزائر 1914. وترتيب المدارك للقاضي عياض، تحقيق ونشر دار السعادة، المغرب 1952. كما تمّ تحقيق خمس من مخطوطاتها عامي 2000 و2001 من قبل باحثين جامعيين. ويعمر المكتبة الآن شيخ الزاوية الحالي، حفظه الله، بما تستلزمه المكتبات الحديثة من وسائل، حيث قام بتوسيع مبناها، وإعادة تأثيثها بشكل ييسّر تصنيفها وترتيبها.
التدريس بزاوية الهامل
إنّ الزاوية قامت بمجموع مرافقها لتستقبل الطلاّب والوافدين، في وقت قياسي لا يتعدّى جمع القلّة، وأقامت للعلم سوقا رائجة، فأمّ الزاوية كلّ من له رغبة في طلب العلم، وتزاحم الطلاّب بالركب على مجالس شيوخ اختيروا للقيام بتزويد كلّ متعطّش إلى العلم بما يروي ظمأه. الأستاذ المؤسّس ألزم نفسه بالقواعد التي التزم بها طالبا في الزوايا التي أمضى فيها ردحا من الزمن، فقد سهلت عليه تجربته تنظيم أمور الزاوية لتكون مثالا في الانضباط، وطلاّبها أمثلة في الذكر الحسن. لقد عمل فيها بالنظام الذي كانت تسير عليه زاوية مشايخه الداوديّين، وهذا النظام الداخليّ يسمّى بالسفارة، القانون ملزم لكلّ المتعاملين كبار الطلبة وصغارهم. العلوم التي كان الطلبة يتلقّونها في الزاوية كانت تدرّس بالزاوية ومعهدها القاسميّ جميع علوم الشريعة الإسلاميّة من التفسير والحديث وأصول الفقه والفقه المالكيّ والنحو والبلاغة والمنطق وعلوم اللغة والأدب والسيرة والتاريخ والفلك. يحفظ الطالب القرآن الكريم، ومتن المرشد المعين، المعروف بمتن ابن عاشر في الفقه المالكيّ. ومتن الأجروميّة في العربيّة. ويقوم بشرح هذين المتنين الطلبة السبّاقون، والنظّارون. وبعد ذلك، يشرع الطلبة في قراءة الرسالة لابن أبي زيد القيروانيّ، في فقه المالكيّة، إلى جانب قطر الندى في قواعد اللّغة العربيّة، ويتولّى تدريسها النظّارون، وبعض من الأساتذة الذين يوليهم الشيخ هذا الأمر. وغالبًا ما يدرّس كبار الطلبة هذين المتنين في سنة التخرّج، تدريبا لهم وإفادة لغيرهم. وأمّا كبار الطلبة وحفظة القرآن، وبعض الوافدين على الزاوية بغرض تعلّم العلم، فيدرسون في الفقه مختصر الخليل بن إسحاق المالكيّ، ويدرسون في اللّغة العربيّة شرح الأشموني على ألفيّة ابن مالك. إلى جانب دروس المنطق والعقيدة وأصول الفقه على مدار السنة. إلاّ مختصر خليل، فإنّ له وقتا خاصّا به هو فصل الشتاء. ولافتتاح تدريسه حفل خاص، يحضره شيخ الزاوية، وجمع غفير من الطلبة، وأئمّة المساجد في الهامل وضواحيه، وأعيان البلدة، وحتّى الصبيان، لترسخ في ذاكرتهم، وتحفّزهم على اللحوق بركب المتعلّمين. يفتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثمّ تقرأ مقدّمة المختصر، ويقوم شيخ الزاوية بشرحها، ثمّ تتلى آيات من الذكر الحكيم، ويدعو بعد ذلك الشيخ للطلبة وأساتذتهم بالتوفيق في تحصيلهم وتعليمهم. وتوزّع الحلوى والمكسّرات وبعض المشروبات كالشاي والقهوة على الأولاد والحاضرين. وهذا التقليد أرسخه الأستاذ المؤسّس منذ فتح زاويته الأولى بالمسجد العتيق في الهامل. ومازال معمولا به إلى اليوم. ولطلبة الزاوية نظام داخليّ يحكمهم يُسمّى (السفاره). ويخضع الطلبة في هذا النظام إلى ترتيب يوجب عليهم التقيّد به والعمل بما فيه، لتحديد فئات الطلبة من الأعلى إلى الأدنى، وما يقتضيه ذلك من احترام وطاعة والتزام وعطف. ويترتّب طلبة القرآن الكريم حسب حفظهم، فالأوائل المقدّمون هم حفّاظ القرآن، وهؤلاء يعينون شيخهم في تعليم بقيّّة الطلبة، بالتكتيب والتجويد والتصحيح. يليهم المعيدون وهم الذين لم يحفظوا القرآن بعد، وإنّما شقّوه، وهم بصدد إعادته؛ ثمّ المبتدئون. فإذا جلس الطلبة في حلقة الحزب الراتب، جلس الحفّاظ حول المعلّم، ثمّ المعيدون، ثمّ المبتدئون. وكانت هذه الحلقة تعقد بعد صلاة الصبح ويتلون فيها حزبا، وبين العشائين، يتلون ثلاثة أحزاب، وغيّر توقيت الأولى في الثورة إلى قبيل صلاة العصر، واستمرّ الحال إلى اليوم. وكان الطلبة يتاوزعون ليلة الجمعة أجزاء القرآن الكريم فيختموه ثلاث مرّات. وأمّا ترتيب طلبة العلم، فيأتي في الصفّ الأوّل النظّارون وهم الذين ختموا حفظ القرآن الكريم أكثر من ثلاث مرّات، ويخلف المبرّزون منهم الأستاذ إذا غاب، ويتكفّل بعضهم بتحضير درس الأستاذ مع مجموعة من السبّاقين. والسبّاقون هم أصحاب الشرح، وهؤلاء يرخّص لهم الشيخ في استعمال الشرح، والغالب عليهم، أن يكونوا ممن ختم الكتاب موضوع الدرس، أكثر من مرّة، وقد يأذن الشيخ للمتفوّقين منهم بتقرير الدرس للمبتدئين. يليهم الحجّارون، وهم أصحاب المتون، والغالب على هؤلاء أن يكونوا من المبتدئين في قراءة الكتاب محلّ الدرس. فإذا جلس هؤلاء في حلقة الدرس، جلس النظّارون حول الشيخ، ثمّ السبّاقون، ثمّ الحجّارون، وبهذا يلتزم الطلبة في حلقة الدرس. هذا، وقد يكون الواحد من الطلبة نظّارًا في علم، سبّاقًا في علم آخر، وحجّارًا في علم ثالث. أمّا العلوم التي تدرّس بالزاوية، فكما سبق الإشارة إليه يحفظ المبتدئون متن المرشد المعين إلى الضروريّ من علوم الدين المشهور بمتن ابن عاشر، ثمّ يقرؤون شرحه المسمّى ميّارة الصغرى، ويحفظون متن الأجروميّة، في اللغة، وفيه أهمّ قواعد اللّغة، ويقرؤون شرح الكفراويّ له. ويقرؤون في التوحيد أمّ البراهين للإمام السنوسيّ مع شرحه لها ويحفظونها، ويتولّى إقراء هذه الشروح للمبتدئين أحد النظّارين أو السبّاقين. وأمّا المستوى الثاني، فيدرسون متن رسالة ابن أبي زيد القيرواني، في فقه السّادة المالكيّة، وشرح أبي الحسن عليه، ويتولّى درسه أحد الشيوخ، أو أحد النظّارين. ويدرسون ملحة الإعراب في علوم العربيّة للإمام الحريريّ، مع شرح الإمام بحرق. ثمّ يحفظون جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقّانيّ، ويدرسون شرح ابنه عبد السلام لها. مع العلم أنّ المعمول به آنذاك، هو أن يحفظ الطلبة متون هذه الكتب. ويشرعون بالموازاة مع ذلك في قراءة المعلّقات وحفظها ودراسة شروحها، وكان الأقرب شرح الشنتمريّ. إلى جانب هذا، هناك البردة، والهمزيّة، وبانت سعاد، والمضريّة، وما إليها من المدائح النبويّة التي تنشد في المولد النبويّ الشريف. وفي المستوى الثالث يتفرّغ الطلبة إلى دراسة مختصر خليـل بن إسحاق الجنديّ، في فروع المالكيّة؛ والمعتمد من شروحه في الزاوية هو حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للإمام الدردير، وقد سبق أن ذكرنا طريقة تدريسه. وأيضا ألفيّة ابن مالك مع حاشية الصبّان على الأشمونيّ، وأمّا بقيّة الطلبة، وهم من ختم القرآن، وهو بصدد إعادته، أو كان ممن حفظه، فإنّ البعض منهم يكون قد تفرّغ لطلب العلم، ومن ثمّ؛ حلقاتهم تتعدّد، والفنون التي يدرسونها تتنوّع. أمّا التعليم العالي فكانت حلقات العلم فيه بزاوية الهامل متنوّعة، في فنونها وفي مواسمها وفي شيوخها، القارّين منهم والزائرين. فكان يخصّص فصل الشتاء لدرس مختصر خليل وحده، ويخصّص الربيع لتفسير القرآن الكريم، والمعتمد فيه تفسيرا الواحديّ والبيضاويّ. وأيضا الحديث النبويّ الشريف، وكانوا يولون عناية بالموطّأ والبخاريّ ومسلم. وكان لرجال الزاوية عناية كبيرة بالحديث، ولاسيما صحيح الإمام البخاريّ، إذ يقرأ على سبيل التعبّد، فيختم أحيانا في ليلة. كما يقرأ للعلم، والحالة هذه تنعقد حلقة العلم، ويأمر الشيخ أحد القارئين بسرد الصحيح، فإن استوقف الشيخَ حديثٌ رأى وجوب شرحه، أو سأل أحد الطلبة عن ما تعذّر عليه فهمه منه، استهلّ الشيخ في شرحه بما فتح الله عليه فيه. فيستغرق أحيانا شرح حديث واحد ساعة الدرس، وقد يُقرأ فصل كامل بدون توقف أو شرح. كما كانت لهم عناية بالأربعين النوويّة، حفظا وقراءة وشرحا، وبكتاب الشفاء للقاضي عياض والجامع الصغير وشروح شمائل الترمذيّ والمواهب اللّدنيّة قراءة وشرحا. وتسرد في شهر ربيع الأوّل السيرة النبويّة لابن هشام. فضلا عن مولد البرزنجي في ليلة المولد، ومجالس العروسيّ. وفي التصوّف تقرأ المنظومة الرحمانيّة وشرحها لباش تارزيّ والوصيّة الجليّة للشيخ مصطفى البكريّ، والحكم العطائيّة. وكلّ هذه الدروس تعقد في حلقة عامّة بالمسجد الجامع في الزاوية. أمّا الدروس الخاصّة، فتعقد في بيوت المشايخ لبعض الطلبة الذين يختارهم الأساتذة، والاختيار يقع من الأستاذ بناء على المستوى العلميّ للطالب وسيرته وصحّة عقيدته ونباهته وذكائه ومدى طموحه إلى التحصيل.[4]
------------------------------------------------------------
هوامش
[1] نقلا بتصرّف عن (ورد الطريقة الرحمانيّة الخلوتيّة من الكتاب والسنّة) دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1425هـ الجزائر: ص: 13. 14. 15.
[2] انظر: مناقب الشيخ الأزهري، لعلي بن عيسى العصنوني، مخطوط بالمكتبة الوطنيّة بالحامّة، تحت رقم 945. ديبون كوبولاني، ص: 382. 383. تعريف الخلف برجال السلف: ج 2 ص: 457-474. دائرة المعارف الإسلاميّة، مادّة الرحمانيّة، مقال لمرجليوث، تاريخ الجزائر العام للجيلالي: ج 4 ص: 47، معجم مشاهير المغاربة: 37. [نقلا عن كتاب أعلام التصوّف في الجزائر، الأستاذ عبد المنعم القاسمي الحسنيّ، مخطوط مرقون على الكمبيوتر، ص: 281-284].
[3] نقل باختصار عن (أعلام التصوّف في الجزائر). و(فهرسة مخطوطات المكتبة القاسميّة) فصل الرسائل الخاصّة، دار الغرب الإسلامي، 1427/2006: ص: 463-505

رد الاستاذ عبد المنعم القاسمي الحسني على بيان الحاج المأمون القاسمي الحسني

كتبهاعبد المنعم ، في 8 يوليو 2010 الساعة: 23:41 م

طالعتنا الصحف الجزائرية في الأيام الأخيرة بجملة من المقالات عن الحادثة التي كما سماها الدكتور محمد لعقاب حادثة معزولة, عن أولئك الأئمة الذين لم يقفوا لتحية العلم الجزائري، وبصرف النظر عن صواب تصرفهم أو خطأه، وبعيدا عن المناقشات الفقهية والمجادلات البيزنطية العقيم، علينا أن نحلل القضية إلى أدق تفاصيلها، ونستخلص منها العبر والدروس، لنضع القاطرة في الطريق السليم، فلم يعد الوقت يسمح بالمزيد من الأخطاء والمزيد من التجربة والخطأ.

إن المتتبع لهكذا مواقف، والمهتم بهذه التفاصيل، ليعجب من هذا المستوى من الطرح والمعالجة والنقاش. فالذي خلصنا وخرجنا به من هذه الزوبعة المفتعلة، هو هذا الضيق الفكري، والنظرة الأحادية التي لا تزال تتحكم في مصير المجتمع الجزائري، بالرغم من أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، وفي عالم حرية الفكر والانفجار المعرفي.

تتبعنا جملة التصريحات التي صدرت من هنا وهناك، والتي تصب كلها في خانة النظرة الأحادية والفكر الشمولي الذي يبدو أنه يبقى مصير هذا البلد ولن نستطيع منه الخروج مهما فعلت. ويستثنى من هذا موقف الأستاذ محمد الهادي الحسني، الذي طالب بإقامة نقاش مفتوح، تحضره أطراف متعددة معنية بالموضوع، وكل يدلي بدلوه، ويقدم حجته وبرهانه، ثم لنا بعد ذلك كمتلقين أن نحكم.

على أن الذي حز في النفس أكثر هو بيان الزاوية القاسمية الصادر عن مشيخة الزاوية يوم 2 جويليت الداعي إلى تصدي الدولة للمذاهب الفكرية المنحرفة. مما يحمل دلالات كثيرة ومعاني خطيرة، فالمعروف عن التيار الصوفي أنه داعية للحق والخير والمحبة والتسامح، ـ والزاوية القاسمية تمثل إحدى أكبر معاقل التصوف في الجزائر بله في المغرب الإسلامي ـ، ولا يدعو بأي حال من حال إلى تكميم الأفواه ومصادرة الحريات هو تيار يدعو إلى الحوار شعاره في ذلك قوله تعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن".

والبيان شكلا ومحتوى يعيدنا إلى فترات عصور الظلام، حين كان المرء عند عجزه عن المناقشة والحوار، يلجأ إلى السلطة، لتأخذ له بحقه من الآخر …. وهو من أساليب الكنيسة التي اعتمدتها في العصور الوسطى، حيث حكمت على المفكرين والأحرار والمبدعين بالإعدام والهرطقة، لمجرد معارضتهم لأفكارها وآرائها، واستنجدت بالسلطة الزمنية في تنفيذ هذه الأحكام، وقد "أصدر الإمبراطور ديوقلسيان، الذي حكم بالحديد والنار، مراسيم عديدة ضد الهرطقة وأكد فيها على جميع القساوسة إذا لم يتركوا هرطقتهم فسوف يبعدون إلى خارج الإمبراطورية. وقد اختار أكثر من ثلاثمائة كاهن وشماس منهم النفي ودخل الباقي السجن"، وقبل ذلك أثينا التي استخدمت القضاء والسلطة للحكم على سقراط بالإعدام، بدعوى إفساد عقول الشباب.

تتفق البشرية جمعاء على حماية حق الآخر المختلف في الوجود وفي التعبير عن نفسه، وبوجوب حماية الدولة للأطراف كافة بمن فيهم من يدعو لإسقاطها، وأنها أكبر مصدر للأمن والسلم في المجتمعات التي تسعى إلى تحقيقها. وعلينا عرض هذه الأفكار ما دامت لا تشكل خطرا على الدين والأمة، ونسمح لأصحابها بعرض وشرحها، ثم بعد ذلك نناقشها مناقشة علمية موضوعية هادئة، فالمطلوب هو إقناع الأطراف بصحة دعواي وبفساد دعوى الطرف الآخر. فلا بد من السماح بالتعددية الفكرية. لأن التعددية الفكرية تضمن الأمن الفكري، وهو الذي عقدت له وزارة الشئون الدينية الشهر الماضي ملتقى دولي، وفي أول خرجة لها عارضت توصياته وانقلبت عليها ـ فهذه التعددية "تُعطي المواطن الثقة برسوخ المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية، والثقة هذه هي أكبر مصدر للأمن". والصراع الآن هو صراع أفكار والبقاء فيه للفكرة الصحيحة. وليس للسلطة الزمنية الحاكمة.

وقد انتبه لهذه الحقيقة أحد أساطين الاحتلال الفرنسي وكبار رجاله الماريشال بيجو"Bugeaud": "وحتى نحضّر فلا بد من نشر الأفكار الإنجيلية، فلنفكر جيدا، إن الأفكار سوف تضمن هيمنتنا، وأن الأفكار هي التي ستحاربنا، إن قوة الأمير عبد القادر الحقيقية، القوة التي تثبت أمامنا منبعها الأفكار، لذلك فإن الأفكار لا تأتي عليها إلا أفكار جديدة أعلى منها، ويجب أن يقود هذا المبدأ سيرنا نحو الانتصار، فإن ظهر أكثر بطئا فإنه بالمقابل مضمون العواقب".

لا أريد أن يفهم من كلامي هذا أنني مع الذين لم يقفوا لتحية الراية الوطنية، فقد استشهد من أجلها أكثر من ثلاثة ملايين جزائري، ودفعنا في سبيل رؤيتها خفاقة عالية النفس والنفيس، لكني أخشى على البلاد من الدخول في متاهات لا حصر لها بسبب تدني الحوار وافتعال قضايا جزئية، والابتعاد كلية عن القضايا المصيرية للبلاد، خصوصا أن النخبة أو من يفترض أنهم يمثلون النخبة في هذا البلد هم الذين شاركوا في النقاش.

أين كان أصحاب هذه البيانات المقيتة في العشرية السوداء التي كانت تمر بها البلاد، أين كانوا عندما ديس على الدستور وضرب بقوانين الجمهورية عرض الحائط، أين كانوا عندما ألقي بالمئات من أبناء هذا الوطن في غياهب السجون ومحتشدات الصحراء… أين هي بياناتهم ضد الفساد، ضد التدمير الممنهج للتعليم في البلاد، ضد القضاء على اللغة العربية، أين كان هؤلاء في حصار غزة، أين كانوا في الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، هم أشبه في ذلك بأصحاب الكهف، والآن تفسح لهم وسائل الإعلام وتمنح لهم الصفحات الأولى لإصدار بياناتهم. ولله في خلقه شئون.

التصوف الحق هو قبول الآخر، هو التسامح، هو الحوار، فأكثر الكتب رواجا في الولايات المتحدة الأمريكية مؤلفات ابن عربي، وديوان المثنوي لجلال الدين الرومي، والخاصية التي تجمع هذين القطبين من أقطاب التصوف الإسلامي، هي التسامح وقبول الآخر، ولذا لاقت مؤلفاتهما صدى قويا في كل بقاع العالم، ورأينا احتفالات اليونيسكو بالذكرى 800 للشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي.

تترك هذه البيانات والمواقف، آثارا قد لا تمحى على المدى البعيد، وقد تؤكد صدق الفرضية التي تذهب إلى أن ظهور التصوف من جديد وبروزه على الساحة، جاء نتيجة رد فعل على هجمات 11 سبتمبر، إذ "أتى تسييس الصوفية لخلق توازن فكري معتدل داخل المجتمعات التي تعاني من التطرف الديني، وهي مسألة لا تخطئها عين من يتابع الاحتفالات الصوفية ولا يهملها عقل من يفكر في خطاب المتصوفة حيال السلطة من جهة، والحبل السري الذي يربط تنظيمهم بشقيه الإداري والروحي بجهاز الدولة المدني والديني من جهة ثانية".

ونحن نعيش احتفالات الاستقلال، لا نريد أن تعكر صفو هذه الأجواء مثل هذه المهاترات والدعوة إلى مصادرة الحريات، إن العالم الآن يعيش ثورة ديمقراطية ولم يعرف لها مثيلا من قبل، والجزائر تنعم الآن بحمد الله بهذه الحرية التي لا تعرف لها دول العالم الثالث مثيلا، وقطعت أشواطا بعيدة في المصالحة الوطنية، التي ساهمت في إطفاء نار الفتنة، وإخراج البلاد من النفق المظلم الذي عاشت فيه طيلة عشرية كاملة، والآن وقد منّ الله عليها بهذه النعمة بفضل رجال صدقوا الله وأخلصوا نيتهم للوطن، لا نريد أن نعيد من جديد سيناريو بداية الفتنة، أين احتكر كل شخص الحقيقة، واعتبر نفسه المالك الوحيد لها. لا نريد أن نعود إلى عهود الحزب الواحد والحكم الديكتاتوري الشمولي، أنا ربكم الأعلى فاعبدون.

أمامنا الآن عدة تحديات، نحتاج فيها إلى تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف، والعمل بجد لرفع هذه التحديات، والتقدم بالبلاد إلى مستويا أفضل.

الشيخ

هو أحمـد بن أبي القاسم بن السعيد بن عبد الرحمن بن محمد وينتهي نسبه إلى سليمان بن أبي داود، ولذا عرف بـ" أحمـد بن أبي داود"، أبو البركات، الذي سار صيته واشتهر علمه في الآفاق. ولد سنة 1235هـ، وأخذ العلم عن والده أبي القاسم بن أبي داود (ت 1255هـ=1838م). تولى التدريس بزاوية بن أبي داود وهو ابن عشرين سنة، وظل مدرسا بها إلى وفاته، أي مدة 25 سنة ينشر العلوم الشرعية خصوصا الفقه والتفسير والحديث. توفي يوم 6 جمادى الأولى عام 1280هـ= 1861م. ـ الشيخ المختار بن خليفة الجلالي(): المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الإدريسي الخالدي، ولد بقرية سيدي خالد سنة 1201هـ= 1784م، حفظ القرآن في سن مبكرة وتفقه على جلة من العلماء وبرز في العقائد وعلم الكلام، أسس زاوية أولاد جلال التي عرفت شهرة واسعة في ظرف وجيز، اشتهر بالورع ونشر العلم، كما اشتهر بقدرته في التأثير على قلوب سامعيه، توفي في 19 ذي الحجة من سنة 1277هـ = أكتوبر 1862 م. تدريسه العلم: في السنة التي عاد فيها من زاوية الشيخ بن أبي داود أي سنة 1265هـ= 1848م شرع في التدريس بمسجد الشرفة المعروف بـ " الجامع الفوقاني"، أقام ثماني سنين لتعليم الناس بالجامع الفوقاني، ولم يفارقه ليلا ولا نهارا إلى تمام سنة 1272هـ= أوت 1855م. بأول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م انتقل إلى قطب وقته الشيخ المختار بن عبد الرحمن بن خليفه بزاويته المعلومة بأولاد جلال ولازمه من أول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م إلى أول سنة 1278هـ= 9 جويليت 1861م، وأقام بزاويته المذكورة بعد وفاته ما يقرب من تمام السنة. بأول سنة 1279هـ= 29 جويليت 1862، رجع إلى بلاده الهامل. تأسيس الزاوية القاسمية بالهامل: في سنة 1279هـ= 1862م شرع في بناء زاويته المعمورة بقرية الهامل، وأتمها أول محرم الحرام 1280هـ= 18 جويليت 1863م. وفي سنة 1281هـ= 1864م شرع في بناء مسجد للطلبة والإخوان ولدرس الفقه وغيره، وذاعت شهرة الشيخ في المناطق المجاورة، فقصد الزاوية الطلبة من كل مكان من: المدية، تيارت، شرشال، سطيف، المسيلة، الجلفة... وتوافد على الزاوية الأساتذة والعلماء من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ومنتدى علمي ثقافي يؤمه خيرة علماء البلد. وصفها أحد الشيوخ فقال:"كانت الزاوية المعمورة محلا للعلماء العاملين". وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 و300 طالب سنويا. يدرسهم 19 أستاذا على رأسهم الأستاذ نفسه. اهتم بتعمير الأرض واستصلاحها وزراعتها، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية، فاستصلح عشرات الهكتارات بوادي الهامل والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى، وبنى به السدود وشق السواقي ورفعها، وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية في المناطق الأخرى مثل المسيلة والجلفة وتيارت والمدية تيزي وزو وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته. أوقف أموالا وعقارات وبساتين على زوايا شيوخه في أولاد جلال، برج بن عزوز، آقبو، طولقة والجزائر العاصمة، على مقام محمد بن عبد الرحمن الأزهري، بل هو الذي بنى الحائط الذي يحمى المقبرة ويحيط بها.
[عدل] آثـاره

ترك الشيخ رسائل كثيرة منها:

* رسالة في الهجرة،
* رسالة في تحريم الدخان،
* رسالة في تفسير سورة القدر، وأخرى إلى بني ميزاب،
* رسالة في أن الطريقة الرحمانية والطريقة الشاذلية طريقة واحدة،
* رسالة في مقامات الأنفس السبعة، وله منظومة الأسماء الحسنى....وغيرها من الرسائل.

[عدل] تلامـذته

تخرج على يديه الكثير من طلبة العلم ومريدي الطريق، لعل من أشهرهم: محمد المكي بن عزوز البرجي،الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، أحمد الأمين بن عزوز،أبو القاسم الحفناوي....
[عدل] وفاته

توفي الشيخ محمد بن أبي القاسم أول محرم الحرام 1315هـ= 2 جوان 1897. عن عمر يناهز 73 سنة.

علماء الجزائر

ساهم علماء الجزائر في حركة التعليم والتأليف مساهمة فعالة، وليس أدل على ذلك من وجود العشرات من العلماء الجهابذة الذين بلغوا درجة الاجتهاد والتأليف، بل قد اشتهرت أسر عديدة كبيرة بالعلم، وتوارثته لقرون عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: المشداليين، المرازقة، العقبانيون، المقريون...
وقد عرفت الحواضر العلمية في الجزائر، حركة دءوب في التعليم والتأليف، واشتهرت تلمسان ووهران، بجاية الجزائر، تيهرت، قلعة بني حماد.... بكثرة مدارسها وعلمائها ومكتباتها.
والدليل الآخر: المئات من المخطوطات الموجودة في المكتبات والخزائن العالمية العربية والغربية منها، وقد تدخلت عوامل كثيرة وظروف تاريخية معينة، في هذا الموضوع، وللأسف لسنا نجد في مكتباتنا الكثير من التراث الجزائري فأغلبه قد دمر أو نهب أو نقل إلى ما وراء البحار.
وربما هذا الذي جعل المكتبة القاسمية لا تزخر بالكثير من المخطوطات الجزائرية، فكل ما أحصيناه بها منها حوالي ثمانين تأليفا لمؤلفين جزائريين، ـ وهو ما يمثل عشرة بالمائة من نسبة المخطوطات الموجودة بها ـ أربعين منها في التصوف وهو ما يمثل نسبة خمسين بالمائة، والباقي تتوزعه الاختصاصات الأخرى من تفسير وفقه وحديث ولغة....
. التصوف:

اهتم علماء الجزائر بالتصوف، تدريسا وتأليفا ومنهجا. وقد غطى التصوف مساحات واسعة من القطر الجزائري، وفترات طويلة ممتدة، بدأ التأليف فيه منذ عهد ابن النحوي التوزري (514هـ) واستمر إلى يوم الناس هذا مع الشيخ عبد الباقي مفتاح القماري. وقد أحصينا أربعين تأليفا في التصوف الإسلامي، لعل من أهم هذه المخطوطات:

ـ مؤلفات الحرالي (ت 638هـ= 1241م) وهو من علماء الأندلس وصوفيتها المشهورين، الذين نزلوا مدينة بجاية ونشروا مذهبهم الصوفي بها، وصفه الغبريني بـ "العالم المطلق"، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، عالما بالأصلين والمنطق والطبيعيات والإلهيات، مع تقدمه في علم الحديث وعلو السند فيه...له مجموعة من المؤلفات لعل من أشهرها تفسيره للقرآن الكريم، وكتاب المعقولات الأول وكتاب صلاح العمل.

وضمت المكتبة القاسمية بين رفوفها من مؤلفاته: صلاح العمل وتوشية وتوفية الذين لم نجد لهما ذكرا في مكتبات أخرى. فهي تعتبر نسخ فريدة. فلم نجد في حد علمنا من أشار إلى مكان كتاب صلاح العمل، وحتى توشية وتوفية فيما بين أيدينا من مصادر ومراجع.

ـ أعمال الشيخ الثعالبي (ت 876هـ= 1470): والثعالبي كما هو معروف من رجالات التصوف العظام الذين عرفتهم الجزائر، وبقي أثره في الصوفية الذين أتوا بعده واضحا جليا، احتوت المكتبة على مجموعة هامة من مؤلفاته:

الإرشاد لما فيه مصالح العباد: يقع في حوالي 210 ورقة، وتوجد منه نسخة أخرى في مكتبة الأسرة العثمانية بطولقة.

رياض الصالحين وتحفة المتقين: وهـو كتاب في العقائد والزهد والتصوف، جيد في بابـه، تحدث فيه عن أمور الآخرة والحكم والمواعظ والأدعية. نسخ سنة 1290هـ، عدد أوراقه:90 ورقة. موجود أيضا المكتبة الوطنية بالحامـة: 882. ويوجد في غيرها من المكتبات نظرا لشهرة الكتاب وتعدد نسخه.

وصية الثعالبي: كما توجد بالمكتبة وصية الشيخ الثعالبي، ولم نجد من أشار إليها في المصادر والمراجع المعروفة. وعلق عليها الناسخ "قل أن تخلو منها خزائن الملوك وكتب الفقهاء".

العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة: مخطوط في جزأين، تاريخ النسخ 1172. طبع بالمطبعة الحميدية المصرية بالقاهرة سنة 1317هـ= 1899م طبعة حجرية.

ـ المجموعة الثالثة من مؤلفات الجزائريين هي تراث الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري مؤسس الطريقة الطريقة، والزاوية الهاملية ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ من أهم مراكز الطريقة في القرنين 19 و20. بل هي الآن تتشرف برئاسة الطريقة، وبمشيخة الرابطة الرحمانية. ومما ضمته المكتبة من تراث الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري:

ـ دفتر الدفاتر: وهو عبارة عن مجموعة رسائل في آداب الطريقة الرحمانية والذكر والخلوة ونتائجها يزيد على السبعين صفحة، توجد منه ثلاث نسخ تحت رقم 40/ خ..

ـ رسالة خلوة السرداب: وتضمنت مرائيه التي رآها أثناء إقامته بدارفور بالسودان، وخلوة السرداب نوع من أنواع الخلوات كما هو معروف عندهم، تكون محفورة تحت الأرض، مكث بها الشيخ ثلاثة أشهر حتى وقع له الفتح، وصف فيها ما شاهده وما رآه من الأنوار وما مـر به من الامتحانات، كما تضمنت معلومات هامة عن حياته. نسخها الشيخ عاشور الخنقي، نقلا عن نسخة من مكتبة باش تارزي بقسنطينة بطلب من المؤسس ?، وذلك سنة 1302هـ وهي في 86 صفحة.

ـ رسالة فتح الباب وختم الكتاب: وهي رسالة في آداب الذكر وشروطه وكيفيته، أولهـا: "يا أيها الباحث عن خاصية نفسه واستجلاب روحانية قدسه..."، في 55 ورقة بخط عاشور الخنقي 1302هـ.

ـ شرح على الريفاوي: وهـو شرح لقصيدة تسمى ((مطلع قوته قولي)) وهي من نظم عبد الله بن عبد الله الملقب بـ"الريفاوي" نسبة إلى الريف المصري، وجمع الشيخ بن عبد الرحمن في هذا الشرح أصول الطريق وأركانه وآداب المريد، الخرقة، الأسماء السبعة...الخ، وضعه تعليما للمبتدئ وتذكيرا للمنتهي. كما توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بالحامـة: 944، 930، الخزانة العامة بالرباط رقم 3643 نسختان.

ـ طي الأنفاس والأسماء السبعة: عبارة عن مجموعة رسائل تناولت آداب الطريقة بشكل عام، من آداب الذكر وآداب الخلوة وعلامات تزكية النفس، درجة الفناء، مقامات النفس وكيفية الانتقال من مقام إلى آخر، توجد نسخة منه بالمكتبة القاسمية بالهامل، نسخ 1296هـ، رقم 1/28ن.

ـ عبارات شيخنا الأزهري الناهية وقوانين التربية: جمعها الشيخ أحمد بن مزيان؟ وقد اختصرها من كتابه المجموع ((دفاتر الشيخ الأزهري))، تضمن وصية الأزهري، وقانون الورد، شروط الشيخ، أركان الطريقة وشروطها...الخ، نسخ 1300هـ، في 96 ورقة.

ـ كتاب روض الجنان في شرح رسالة ابن عبد الرحمن: محمد العـربي بن الفخار اللمداني، أحد مريدي الشيخ الأزهري. وهو شرح لرسالة الأزهري إلى مريديه وإخوانه، في ما يتعلق بأمور الذكر وشروطه والخلوة آدابها، وآداب الطريقة الرحمانية وقواعدها. مخطوط من 120 ورقة، نسخ مصطفى بن سادات، 1305هـ.

كما نجد بالمكتبة تراث الشيخ عبد الرحمن باش تارزي، وهو أحد كبار رجال الطريقة ومن تلامذة الأزهري وخليفته في المنطقة الشرقية. فنجد مثلا:

ـ رسالة في رد اعتراضات بعضهم على الطريقة الرحمانية: وهي في الدفاع عن الطريقة الرحمانية ورد بعض اعتراضات المعاصرين فيما يتعلق بـ: الذكر وكيفيته، شروط الشيخ وواجباته، خروج محمد بن عبد الرحمن الأزهري عن السنة...وما إليها من الاعتراضات التي نجدها كثيرا في كتابات تلك الفترة. ذكر فيها بعض صفات الشيخ الأزهري وبعض أقواله، وعرف بالطريقة الرحمانية وسلسلة الطريق وآداب الطريق وآداب المريد... الخ. وهي رسالة في 9 ورقات ضمن مجموع.

ـ وكتاب المنح الربانية في بيان المنظومة الرحمانية: للشيخ مصطفى بن عبد الرحمن باش تارزي (ت 1252هـ= 1836م)، والمنظومة أصلا لوالده عبد الرحمن باش تارزي، وهي في بيان آداب الطريقة الخلوتية الرحمانية وشروطها وأركانها، واشتهرت المنظومة وشرحها بين طلبة العلم والتصوف، وتعد من المصادر الأساسية للطريقة الرحمانية. مخطوط في 120 ورقة، وقد طبع بتونس بالمطبعة الرسمية على نفقة الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي سنة 1307هـ.

ـ العَلم الآخر الذي نجد له تراثا بالمكتبة هو الشيخ عبد الرحمن الأخضري ومنظومته القدسية في التصوف من 349 بيتا في آداب السلوك ونكران البدع، في نقد المخادعين باسم الدين وكشف عن حالهم للأمة ودفع شبهاتهم، حددت الخطوط العامة للتصوف السني بعيدا عن الترهات والسلوكات المنحرفة التي ألصقت به وهو منها براء. مطلعها:

يقول راجي رحمة المقتدر المذنب العبد الذليل الأخضري

بحمد رب العالمين أبتدي ثم صـلاته عـلى محمــد

يا طالبا على كمال قدسه وقاصدا إلى عـلاج نفسـه

عرفت شهرة كبيرة لدى الأوساط الصوفية، وحظيت بمكانة مرموقة لدى علماء المشرق والمغرب، وعليها شروح كثيرة منها: شرح الورتيلاني، بن مصباح، الزريبي.....

ـ العَلم الخامس هو الشيخ محمد بن يوسف السنوسي: واحد من كبار رجالات التصوف في الجزائر ودافع برسالته ((نصرة الفقير في الرد على أبي الحسن الصغير)) عن الصوفية والتصوف، واعتبرت من أهم مراجع التصوف، واعتمد عليها رجالات الطريقة الرحمانية في الدفاع عن طريقتهم ضد أهل الظاهر.

توجد منها نسختان بالمكتبة إحداهما نسخت بتاريخ 01 محرم 1338هـ. أوراقها 10. رقم: 31ب. ونسخة أخرى: في ذيل وصية زروق.

ـ ومن نفائس المكتبة كتاب الهواتف للشيخ محمد التارزي بن محمد بنعزوز البرجي (ت 1310هـ)، وهو كتاب في التصوف يشبه مواقف النفري، قسمه إلى مقدمة تناول فيها الإلهام والكشف، الهواتف النثرية، الهواتف الشعرية، زوائد وفرائد، نشر بعض المقتطفات منه محمد الصغير الجلالي في ((تعطير الأكوان))، كما نشر إحدى قصائد الكتاب عبد الرحمن بن الحاج في كتابه ((الدر المكنوز)).

ـ كما نجد تأليف أحمد بن ثابت البجائي (ت 1152هـ= 1739م) التفكر والاعتبار في فضل الصلاة على النبي المختار، وهو من كتب الصلاة على النبي ? التي عرفت شهرة كبيرة بالمغرب الإسلامي. وقد تضمن الكتاب معلومات هامة عن حياة المؤلف التي قال عنها الدكتور سعد الله: "إننا لا نعرف عنها الشيء الكثير".

ـ وكتاب تنبيه الأنـام في علو مقام النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لعبد الجليل بن محمد القيرواني الراشدي (ت 941هـ= 1533م). اشتمل على جمل عجيبة ونبذ غريبة في فضل الصلاة على الرسول ? وفضل محبته وحرمته.

. الفقـه:

وقد أحصينا حوالي ثمانية مؤلفات في الفقه منها:

ـ أجوبة الشيخ محمد المكي بنعزوز البرجي (ت 1334هـ= 1916م)، مستهل أولا بنص سؤال السائل، وهو عبد الحفيظ بن عثمان القاري الحنفي المتوفي بعد 1298هـ= 1881م. وقد طبع الكتاب.

ـ التصريح والتبريح في أحكام المغارسة: لعبد الرحمن بن عبد القادر المجاجي (ت 1020هـ= 1611م). عدد أوراقه 47. تحت رقم: 233هـ.

ـ حاشية الرُماصي على شرح التتائي لمختصر خليل: مصطفى بن عبد الله الرُماصي (ت1136هـ= 1724م). في جزأين، ج 1 عدد أوراقه 298، ج 2/ 180 ورقة. رقم: 51ف.

ـ الدرر المكنونة في نوازل مازونة ليحيى بن أبي عمران أبو زكريا المغيلي المازوني (ت883هـ= 1478م). أو ما يعرف بنوازل مازونة، يتضمن فتاوى علماء المغرب العربي المتأخرين، في الجزء الأول عشرون فصلا أولها مسائل الطهارة وآخرها مسائل العيوب، وفي الجزء الثاني سبعة عشر فصلا أولها مسائل السلم وآخرها مسائل الغصب. في جزأين، تاريخ النسخ: 17 رجب 1182، أوراق الجزء الأول: 140. الجزء الثاني: 170. تجليد مزهر ومطلق. رقم 9ن. توجد منه نسخة أخرى بالمكتبة الوطنية بالحامة: 1335 ـ 1336.

. اللغة والأدب:

حوالي 11 تأليفا في اللغة والأدب منها:

ـ جواهر الفوائد وزواهر الفرائد: محمد بن عبد الرحمن الديسي (ت 1921م). والكتاب في اللغة والأدب، عدد الأوراق: 101. رقم: 13خ.

ـ الجوهر المكنون في صدف الثلاثة فنون: عبد الرحمن بن محمد الأخضري (918 ـ 983هـ= 1512 ـ 1575م). أرجوزة في البلاغة لخصها من مختصر القزويني المسمى بتلخيص المفتاح للسكاكي، عدد أبياتها 295، الأوراق: 9. رقم: 8ب. طبعت في مصر 1290هـ.

ـ الحديقة المزخرفة في حواشي الزهرة المقتطفة: محمد بن عبد الرحمن الديسي. وهو في إعراب الجمل، والمتن والشرح كلاهما للمؤلف، عدد الأوراق: 55. رقم: 50خ.

ـ الحلل الحريرية في شرح المقامات الحريرية لأبي راس المعسكري (ت 1238هـ= 1824م). عدد الأوراق: 150. رقم: 10ن. توجد منه نسخة بالحامة: 1893 ـ 1894، وبرلين: 8546.

ـ الحلل الحسان: محمد العيد بن البشير الهاملي (ت 1367هـ= 1948م).

ـ شرح الآجرومية للبجائي لأحمد بن علي البجائي النحوي (ت 837هـ= 1436م). تاريخ النسخ: أواخر شعبان 1012هـ، الأوراق: 37. توجد نسخة بمكتبة باريس: 4098، 4140.

ـ شرح شواهد شذور الذهب: أبو القاسم بن محمد البجائي (ق 11هـ= 17م). تاريخ النسخ 1133هـ. الأوراق: 74. رقم: 64د /مج.

ـ فتح المولى في شرح شواهد الشريف ابن يعلى: عبد الكريم بن محمد الفكون القسنطيني (ت 1663م). تاريخ النسخ: 25 ربيع أول 1146 هـ. الأوراق: 141. تجليد أصلي مؤطر مزهر الوسط رقم: 16ن. نقلت عن نسخة نقلت عن خط المؤلف.

ـ منة الحنان المنان: وهو ديوان الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، فيه نحو 200 قصيدة بين الطوال والمقطوعات في أكثر من 4000 بيت، في جزأين، الجزء الأول 56 ورقة، الجزء الثاني 54 ورقة. نسخة أخرى في مجلد واحد. رقم: 76خ.لم يطبع. الجزء الأول فيه خمسة فصول، الأول في علم أصول الدين، الثاني في النحو، الثالث في الألغاز، الرابع في الغزل، الخامس في المديح النبوي. الجزء الثاني فيه ستة فصول، الأول في الدعاء والمديح، الثاني في التقاريظ، الثالث في التهاني، الرابع في الإجازات، الخامس في الرثاء، السادس في مواضيع مختلفة. ـ حاشية الهاملي على التحفة السنية: محمد العيد بن البشير الهاملي (ت 1367هـ= 1948م).

ـ التحفة السنية منظومة من 515 بيتا، وهي ترجمة وافية للشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي.

العقيدة:

وقد أحصينا حوالي: 08 مؤلفات، جلها شروح على عقائد الشيخ السنوسي. إلا عقيدة أبي مدين والعقيدة المرشدة لابن تومرت منها:

ـ أم البراهين: محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت 895هـ= 1490م)، وهو مختصر مفيد محتو على جميع عقائد التوحيد، شرحه هو والتلمساني والغنيمي، عدد أوراقه 68. توجد منها ثلاثة نسخ.

ـ شرح أم البراهين: محمد بن أبي القاسم الفجيجي التلمساني (ت1021هـ= 1612م). عدة نسخ. الأوراق: 92. رقم: 20ك.

ـ عقيدة الغوث أبي مدين: أبو مدين الغوث (ت 594هـ= 1198م)، تاريخ النسخ: ربيع أول 1122هـ. مكان النسخ: القدس الشريف. فلسطين. الأوراق: 3رقم: 21/4ف.

ـ العقيدة المرشدة: محمد بن عبد الله بن تومرت (485 ـ 524هـ= 1092 ـ 1130م).

الأوراق: 03. تجليد: مزهر وسط وأركان. رقم: 1/09ن.

ـ الفتح المبين في شرح أم البراهين: محمد بن إبراهيم الملالي التلمساني (ت 897هـ= 1492م).

ثوجد منه ثلاث نسخ، أقدمها بتاريخ 1153هـ. الأوراق: 20. رقم: 65خ. توجد منه نسخ بكل من الحامة الجزائر، المتحف البريطاني، الخزانة العامة بالرباط، إسطنبول: مكتبة السليمانية.

ـ كفاية المريد في شرح عقيدة أهل التوحيد: مصطفى بن عبد الله الرماصي (ت 1136هـ= 1724م). تاريخ النسخ: ربيع الثاني 1145هـ. الأوراق: 105. رقم: 5ك /مج.

. المنطق:

وتدور معظمها حول كتاب السلم المرونق للأخضري منها:

ـ السلم المرونق في علم المنطق لعبد الرحمن الأخضري، وهو نظم في 94 بيتا لكتاب إيساغوجي في المنطق لصاحبه أثير الدين، عدد أوراقه 4. رقم 19ب. طبع في بولاق 1241. عليه 25 شرحا وحاشية.

ـ شرح السُلم المرونق: الأخضري. تاريخ النسخ: 1 المحرم 1202 هـ. الأوراق: 27. رقم: 15/2ن. وقد شرحه أيضا الشيخ سعيد بن إبراهيم قدورة (ت 1066هـ) في كتابه شرح السُلم المرونق، موجود بالمكتبة، عدد الأوراق: 68. رقم: 36ك /مج 8. توجد منه نسخ بكل من الحامة: 1418ـ 1427، 1430.

ـ كما يوجد كتاب محمد بن عبد الكريم المغيلي ((لب اللباب في رد الفكر إلى الصواب))، وهو كتاب في المنطق، فيه أربعة فصول. الأوراق: 10. رقم: 45ن.

. التاريخ:

أحصينا مجموعة من الكتب لا تتجاوز الخمسة منها:

ـ عجائب الأسفار ولطائف الأخبار:أبو راس المعسكري (ت 1238هـ= 1824م). تاريخ النسخ: 19 ربيع الأول 1294 هـ. الأوراق: 207. رقم: 27ن.

ـ فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته: أبو راس الراشدي المعسكري.

تاريخ النسخ: 16 ذو القعدة 1310 هـ. الأوراق: 65. رقم: 28س.

ـ الكتاب الثالث في التاريخ هو عقود الجواهر فيمن ولي الإمارة من الأتراك بالجزائر: وهو يتحدث عن تاريخ الجزائر التركية، يؤرخ للدايات الذين توارثوا الحكم بها، لم يعلم مؤلفه، عدد أوراقه: 50. رقم: 76ف. يقع في كراستين، ليس فيه اسم المؤلف ولا الناسخ ولا تاريخ النسخ، ولم يرد ذكره في المراجع.

ـ ذخيرة الأواخر والأول لأبي حامد المشرفي، ويعرف أيضا برحلة المشرفي، هو كتاب في التاريخ تضمن تاريخ البشرية من عهد سيدنا آدم إلى دولة الأتراك بالجزائر، ضمنه الحديث عن علماء الجزائر في العهد التركي وبداية الاحتلال الفرنسي، يقع في 660 صفحة، عليه تعليقات الشيخ محمد بن أبي القاسم بخط يده.

متفرقات:

هناك بعض الموضوعات المتنوعة التي كتب فيها الجزائريون كالطب والفلك والردود ونجدها بالمكتبة:

ـ توهين القول المتين: محمد بن عبد الرحمن الديسي (1340هـ= 1921م). وهو رد على كتاب (القول المتين) لأحد الأباضية وهو الشيخ قاسم بن سعيد بن قاسم الشماخي العامري. طبع في الجزائر وعلى هامشه القول المتين، بدون ذكر السنة ولا دار الطبع، ولعلها مطبعة ردوسي قدور.

ـ جراب المجربات: عبد الله بن عزوز التلمساني المراكشي (ت 1204هـ= 1789م). تاريخ النسخ: 28 شوال 1258هـ، عدد الأوراق: 238. رقم: 2ع. موضوعه الطب، ليس فيه ما يوحي وأنه مستنسخ. وفي دار الكتب المصرية، رقم (34طب)، ص: 84. وأيضا فيه: جراب المجربات وخزانة الأطباء، لمحمد بن زكريا أبي بكر الرازي، رقم (1196طب)".

ـ شرح منظومة ابن أبي الرجال لابن قنفذ: أحمد بن حسن بن قنفذ القسنطيني (ت 810هـ= 1407م). الأوراق: 55. التجليد مؤطر نباتي وسط. رقم: 8ع /مج. وليس في المخطوطة ما يثبت أنها مستنسخة، ولا تكون إلا بخط مختص في الفلك نظرا إلى دقة الرسوم.

ـ عمدة ذوي الألباب في شرح بغية الطلاب في علم الأسطرلاب: محمد بن يوسف بن عمر السنوسي. عدد الأوراق: 58. رقم: 11ع /مج.

ـ مقدمة في القراءات: محمد بن أبي القاسم البوجليلي (ت بعد 1300هـ= بعد 1882م). الأوراق: 32. رقم: 24ب. رتبه على مقدمة وفوائد، الأولى في بيان إسناده في قراءة القرآن وترجمة موجزة لشيوخه، الثانية في ذكر بعض فضائل القرآن الكريم، الثالثة في المنقول عنهم، الرابعة في تسمية الروايات، وخاتمة. لا يستبعد أن تكون بخط مؤلفها.

ـ هدم المنار وكشف العوار: محمد بن عبد الرحمن الديسي. وهو رد على كتاب: منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف لابن عاشور الخنقي، وهو مطبوع في الجزائر عام 1323هـ= 1914م عن المطبعة الثعالبية. وهذا الرد لم يطبع. تاريخ النسخ: 19 ربيع أول 1353هـ. الأوراق: 42. رقم: 52خ.

ـ غنية الوافد وبغية الطالب الماجد: الشيخ عبد الرحمن الثعالبي، وهو ثبت الثعالبي، مذيل بترجمة عن حياته. تاريخ النسخ: جمادى أولى 1305هـ. الأوراق: 16. مؤطــر. رقم: 39ن.

وقد ساهمت المكتبة في الفترة الأخيرة في نشر التراث الجزائري، وكانت لها اليد الطولى في إنجاز العديد من الدراسات الأكاديمية:

• الحلل الحريرية لأبي راس المعسكري، تم تحقيق الجزء الأول منه. رسالة ماجستير من إعداد الطالب الطيب بلعدل، معهد الأدب، جامعة الجزائر، سنة 2000.

• سلم الوصول، القهوة المرتشفة، للشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي.

• أنيس الجليس: لابن الحاج اليبدري التلمساني. رسالة ماجستير. من إعداد الطالب:

• ذخيرة الأواخر: لأبي حامد المشرفي، تقديم وتعليق الأستاذ عبد المنعم القاسمي الحسني .

• ديوان منة الحنان المنان للديسي.

• لطائف المنن للسكندري، رسالة ماجستير، كلية العلوم الإسلامية، جامعة الجزائر، الباحثة سلطاني.

كما قامت دار الخليل القاسمي، بنشر الأعمال التالية:

• الوصية الجلية للسالكين الطريقة الخلوتية: كمال الدين البكري الخلوتي.

• تلخيص تاج التراجم: لابن كمال باشا الرومي الحنفي.

• عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من شرفاء غريس: لعبد الرحمن بن عبد الله التوجيني.

• المقدمة الولاثيقة لمعرفة بعض أحكام الطريقة: لمؤلف مجهول.

• تحفة المحبين المهتدين: للديسي.

قصيدة في مدح الشيخ محمد ابي القاسم الشريف الهاملي

قصيدة في مدح الأستاذ الأعظم سيدي محمد بن أبي القاسم من تأليف تلميذه و ابن شيخه ، الشيخ سيدي محمد العربي بن أحمد بن أبي داود الزواوي المزداد ليلة الأحد خامس ذي الحجة الـحرام عام 1275 هـ (1859) المتوفي صباح يوم الأحد لست بقيت من ذي القعدة الحرام عام 1320 هـ ( فيفري 1903 م) و أخذ عنه حلق كثير و فتح الله منهم على يده في العلم الشريف على ما ينيف على أربعة و اربعين و هو أخذ عن الشيخ سيدي محمد الطيب (إبن عم أبيه)ثم انتقل إلى زاوية الهامل المباركة و أخذ بها عن شيخها الجليل سيدي محمد بن ابي القاسم , و كذا الشيخ سيدي محمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم والشيخ سيدي مَحمد بن عبد الرحمان الديسي رحم الله الجميع و اسبغ عليهم وابل الرحمة و الغفران
و القصيدة المباركة مفتتحة بحروف: الشيخ سيدي محمد ابن أبي القاسم الشريف

قصيدة في مدح القطب الأستاذ أكمل ،أهل العصر و أكرم مـلاذ نـعم الشيخ الإمــام الــعالم شيخنا ووسيلتنا إلى ربّنا سيدي مـحـمّد بن أبي القــاسم
للـــــعبد الفـقـيــر المظطــر لرحمــة ربّـه المنكــسر خـاطــره لقلــة العمــل و التـــقـــوى مـحــمّـد الــعـــربي بـن أبـــي داوود عــفـا الله عنه ، آمــــيـــن و هي

إليك نعم الأستأذ بالمدح أنصع* فبالثّنا يشفى لي الفؤاد الموجع
لطائف ربّنا لنحوك تنحوا ما * حمام على غصن يرن و يسجع
شيخي إنّي شائق إليك ونارالوجد قد أجّجت في القلب و العين تدمع
يود قُليبي أن يراك بزورة * فعندك يجلى الحزن و الفرح يسرع
خليفة الهاشمي أنت يا سيّدي * فأنت كريم للمكارم تجمع
سلام سلام عنك ما ذر شارق * و ما صبّت الأمطار و البرق يلمع
يامن يبغي نيل القصدوالمجدوالعطا عليك به إن كنت في الفوز تطمع
دع الأهل و الأوطان و اطلب رضاءه و أياك أن تضحى كسولا فتمنع
يلاقيك ربّي بالرضى إن لازمته * فجاهه في كلّ المهمات ينفع
محمّد اسمه سلالة قاسم * الهاملي سكنى عنده ثَم جامع
حليم رفيق بالتلاميذ مشفق * أديب لبيب فاضل متواضع
مقامه كوكب منير لقد حوى * علوما و قرآنا و بالذّكر يسطع
دليل على الخيرات داع لسنّة * فكم قام طول اللّيل و النّاس هجع
إمام جليل عالم متفنّن * نبيل فقيه عامل متوّرع
بفضله يرفع الإله خطوبنا * بجاهه ربّ للكروب مدافع
نعم إنّه قد حاز فضل إلاهه* له الزّهدفي الدّنيا و في الأخرى يطمع
أتته من الأقطار تطلب سرّه * تسير الوفود عن سناه المشعشع
بخدمته نال المريد فضيلة * و في الحشر يلقيه وسيلة يمنع
يقينا يقينا جاهه عند ربّه * عظيم به كلّ الشّدائد تدفع
أرى له أنوارا عطايا إلاهه* تروق عيون النّاظرين و تبرع
له حضرة تحي الجنان كأنّها * روائح مسك في وعائه ضائع
قصدت بمدحتي الأريب الذي سما سماءعلى الأقران في القطر شائع
الازمه بالمدح جهدي لم أجد * مآثره تحصى و لا العدّ ينفع
سراج أضاء في النّواحي جميعها* عليه تمشي الأنام و الضوء ينصع
ملاذي به دنيا و أخرى و ليس لي* سواه و لا لنا في غيره مطمع
أمولاي بالمختار عمّر مقامه * و صنه و أعين الحسودين تقلع
لأنه ملجأ الّضعيف بجوده * فكم حاجة قضى لمن جاء طامع
شفيق علينا موثر لصلاحنا * دعانا إلى الرّشاد للأمّيّ تابع
رحيم عطوف طيّب القول محسن* سخيّ له يد على الخلق أجمع
يا سيّدي فالعربي أبن لأحمدا * يريد دعاء منك و الله سامع
فإني ختمت بالصّلاة على النّبي* و آل و صحب ما النّجوم تزعزع .

ترجمة الولي الصالح الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي نسبـه الشريف:

هـو أبو عبد الله محمد بن أبي القاسـم .... بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامـل بن الحسن المثـنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد أول محرم الحرام 1240هـ= 1824م. بالقرب من حاسي بحبح بولاية الجلفة 200 كم جنوبي الجزائر العاصمة، وتربى في أجواء دينية صوفية وحب العلم والفروسية، إذ أن والده هو الشيخ أبو القاسم من علماء المنطقة وفقهائها، وأمه الولية الصالحة السيدة عائشة بن مازوز.
أتم حفظ القرآن الكريم على يد ابن عم له يدعى محمد بن عبد القادر وذلك قبل أن يتجاوز الثانية عشر من عمره. وفي سنة 1260هـ نزل بزاوية الفقيه الصوفي سيدي أحمد بن أبي داود ببلاد القبائل، وزاوية سيدي السعيد بن أبي داود هي من أشهر زوايا القطر آنذاك وعرفت بأنها تقدم الجانب الفقهي على الصوفي.
مكث بزاوية سيدي بن أبي داود أربع سنوات مجدا في تحصيل العلوم، وكان لهذه الزاوية أثر عميق في تكييف شخصية الشيخ محمد وطبع اتجاهاته واختياراته، لأنه أخذ بها عن مشائخ أجلاء، وكانت مكتبتها الحافلة بالمخطوطات ـ آنذاك ـ معينا آخرا استقى منه الشيخ ثقافته وعلومه.
في سنة 1265هـ= 1848م شرع في التدريس بمسجد الشرفة بمسقط رأسه إلى تمام سنة 1272هـ. وعرفت دروسه شهرة وذكرا طيبين في المناطق المجاورة، فتوافد على القرية الكثير من سكان البوادي والقرى المجاورة، وعرفت حركة نشطة لن تعرفها من قبل، لسماع دروس الوعظ والإرشاد وسارعوا بأبنائهم إلى طلب العلم والمعرفة، فحصل بذلك نفع كبير، "فأصبحت به ـ بلدة الهامل ـ زاهرة يانعة، وانهالت الخلق من كل جهة لطلب العلم.
بأول سنة 1273هـ انتقل إلى قطب وقته الشيخ المختار بن عبد الرحمن بن خليفه بزاويته المعلومة بأولاد جلال، فأخذ عنه أوراد الطريقة الرحمانية، ولازمه من أول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م إلى أول سنة 1278هـ= 9 جويليت 1861م.
أقام المترجم له بزاوية أولاد جلال حوالي خمس سنوات، أخذ فيها علوم الطريقة عن شيخه وسلك على يديه، وألبسه الخرقة، وظهرت عليه لوائح الجمال والجلال، وفاز بسر شيخه وبركته.
وفي فاتح سنة 1278هـ توفي الشيخ المختار بعدما أجازه في إعطاء أوراد الطريقة الرحمانية. وأقام على رأس زاوية أولاد جلال تمام السنة. وبأول سنة 1279هـ= 29 جويليت 1862م رجع إلى بلاده الهامل. وكان لإقامته بزاوية أولاد جلال عميق الأثر في حياة الشيخ المؤسس كما كان لزاوية الشيخ بن أبي داود قبلها.
في سنة 1279هـ= 1862م شرع الشيخ في إنجاز زاويته بقرية الهامل وأتم البناء في ظرف سنة، عرفت الزاوية شهرة واسعة في ظرف وجيز فأمها الناس من كل مكان، وأصبحت قبلة لطلبة العلم وملجأ للفقراء والمساكين، ومع اشتغاله بالخلق على كثرة أصنافهم لا يترك الدروس في علوم عديدة منها: الفقه، الحديث، التفسير، النحو، الكلام وغير ذلك.
وتوافد على الزاوية الأساتذة والعلماء من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ومنتدى علمي ثقافي يؤمه خيرة علماء البلد. وصفها أحد الشيوخ فقال:"كانت الزاوية المعمورة محلا للعلماء العاملين". وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 و300 طالب سنويا. يدرسهم 12 أستاذا على رأسهم الأستاذ نفسه.
أحست سلطات الاحتلال بما أصبح الرجل يمثله من قوة وتأثير، فراحت تراقب حركاته وسكناته، وتبث العيون والجواسيس لمراقبته، وهو ما تدل عليه كثرة التقارير المرفوعة من المكتب العربي وضباط الاستخبارات الفرنسية إلى الجهات المعنية والموجودة حاليا بمركز الأرشيف بأكس بروفانس بفرنسا.
في سنة 1288هـ= 1871م، ساهم بمد ثورة المقراني بالرجال والسلاح، وبعد الهزيمة أحضر أبناء الزعيم المقراني، وحوالي ثمانين عائلة من الذين تضرروا من اضطهاد سلطات الاحتلال، وأقاموا بالزاوية معززين مكرمين، ولا يزال "حي المقارنة" بالقرية شاهدا على ذلك.
اهتم رضي الله عنه بتعمير الأرض واستصلاحها وزراعتها، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية، فاستصلح عشرات الهكتارات بوادي الهامل والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى، وبنى به السدود وشق السواقي ورفعها، وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية في المناطق الأخرى مثل المسيلة والجلفة وتيارت والمدية تيزي وزو وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته.
كان t يدفع مرتبات دائمة لطلبة العلم والقرآن الكريم بالحرمين الشريفين ويساعد العلماء والشيوخ في ذلك، تشهد بذلك مراسلاتهم الكثيرة والمتعددة.
وأنشأ أكثر من ثلاثين زاوية تابعة للزاوية الأم بالهامل.
صفاته:
كان t أسمر اللون بحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبهة واسع العينين، واسع الصدر بعيد ما بين المنكبين، يخفق النور بين عينيه، عليه مهابة كبيرة وجلال عظيم. كما كان بسيطا في حياته إلى أبعد حدود البساطة، لا يقيم وزنا لهذه الدنيا الفانية إلا من حيث هي مكان عبادة، فكان لا يجلس إلا على حصير وبعض الوسائد، وكان لا يأكل إلا مرة واحدة في اليوم والليلة، ولا يتناول الأكل إلا بعد أن يكتفي كل من في الزاوية، ثم يـأخذ شيئا من المطبخ العمومي بصفة كونه خديما ـ هكذا كان يقول ـ ولا يتميز عن الناس بشيء، وفي آخر أيامه لما لازمته الأمراض مع كبر سنه، كان جل قوته الحليب وتارة يأخذ شيئا من السويق.
كان ينفق على نفسه من مداخيل بستان بسيط ورثه عن والده بقرية الهامل، وبعض الماشية التي ورثها عنه. ولا يقترب من أموال الأوقاف وأموال الصدقات والهبات.
وفاتـه:
كان t في طريق عودته من الجزائر، أين جاءه جواب من عند تلامذته في بويرة السحاري، يخبرونه بحدوث هرج ومرج بينهم واستدعوه للقدوم عليهم ليجري الصلح بينهم كما هي عادته في نشر الأمن والعافية، فلبى دعوتهم وأجرى الصلح بينهم، وتوفي بعد ذلك عندهم على الساعة الثانية زوالا من يوم الأربعاء أول محرم الحرام 1315هـ= 2 جوان 1897، عن عمر يناهز 73 سنة.
دفن صباح يوم الخميس 2 محرم الحرام وحضر جنازته جم غفير من العلماء الأبرار والأتقياء الأخيار من أعيان البلدة وأفاضل الأمصار.
ترك الشيخ رسائل كثيرة منها:
رسالة في الهجرة، رسالة في تحريم الدخان، رسالة في تفسير سورة القدر، وأخرى إلى بني ميزاب، رسالة في أن الطريقة الرحمانية والطريقة الشاذلية طريقة واحدة، رسالة في مقامات الأنفس السبعة، وله منظومة الأسماء الحسنى....وغيرها من الرسائل.

زاوية الهامل

جزاك الله خيرا
وحبذا لو تكرمت وفصلت بتراجم أولاده واحفاده
ومن باب إثراء الموضوع نقلت ما يلي :

من المعالم الحضارية والصروح الثقافية التي تزخر بها بلادنا, والتي يحق لها أن تفتخر بها وتتباهى: زاوية الهامل.

فهي من المؤسسات العلمية التي أنشئت في منتصف القرن التاسع عشر, وأدت دورا هاما وأساسيا في المحافظة على أصالة وقيم هذا الشعب الدينية والروحية والثقافية. والتي قال عنها الباحث الفرنسي الكبير الأستاذ جاك بيرك: “إن تاريخ زاوية الهامل يهم تاريخ المغرب بأسره, من حيث المجهود الذي بذلته بكل عزم في زمن الاستعمار, وذلك باستنهاض القيم الروحية والاجتماعية التي تقوم مقام ملجأ للناس”.

تقع هذه الزاوية المباركة المجاهدة, على بعد حوالي 250كم جنوب الجزائر العاصمة, بالقرب من مدينة بوسعادة المدينة السياحية المعروفة.

أسسها الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي, وهو من كبار رجالات التصوف والعلم بالجزائر في منتصف القرن التاسع عشر, تم تأسيسها في ظروف صعبة, بعد التشديد على المدارس القرآنية والزوايا والضغط عليها, وعدم السماح بإنشاء هذا النوع من المؤسسات الذي تفطنت السلطات الاستعمارية لخطره, بعد مشاركة الزوايا والطرق الصوفية في معظم الثورات التي قامت ضد المحتل الأجنبي, بل نجد أن معظم الثورات كان قادتها هم شيوخ زوايا وزعماء طرق صوفية, فهناك الشيخ الأمير عبد القادر, بوشوشة, عبد الحفيظ الخنقي 1849, الشريف بوبغلة 1850م, الصادق بن الحاج المصمودي 1859, الشيخ الحداد 1871…

وبالرجوع إلى كتابات الفرنسيين أنفسهم يتجلى لنا دور الزاوية فيتكلم أوغسطين بيرك عن “تطرف الرحمانية التي تسببت في كل الثورات”, ويرى أن “سلطان الطرق الصوفية يغذي دائما التطرف ضد المحتل لدى أتباعهم”.

ويرى أيضا أن نجاح الأمير عبد القادر في التفاف المجاهدين حوله راجع إلى أنه ابن طريقة. ـ وهي حقيقة تنكر لها كثير من باحثينا, أو حاولوا على الأقل تجاهلها وتناسيها لحاجة في نفس يعقوب ـ.

وفي تصريح الضابط الفرنسي دي نوفو: “إن إخوان بن عبد الرحمن يظهرون دائما تعصبا, إنهم متعصبون جدا, إنهم أكثر ابتعادا عن الفرنسيين من بقية الطرق الأخرى”.

والمحتل الفرنسي لم تكن لتغيب عنه مثل هذه الحقائق, ولم يكن من البلاهة أو السذاجة لكي يأمن جانبهم أو يتعامل معهم على أنهم أصدقاء.

لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نتجاهل مثل هذه الحقائق, إذا أردنا حقيقة أن نفهم تاريخنا بشكل صحيح, ماذا يضيرنا إن اعترفنا بها.

وقد أدت هذه الزاوية الرمز أدوارا عدة في تاريخ هذا الشعب المقاوم، علمية دينية ثقافية اجتماعية اقتصادية.

يتناول الكتاب التعريف بهذا المعلم الحضاري, الأدوار التي قامت بها الزاوية الهاملية القاسمية: العلمية، السياسية, الاجتماعية، الثقافية…

منذ نشأتها سنة 1862 إلى غاية الاستقلال، متابعة التطورات والمشاركة في الحياة الاجتماعية, المساهمة في الفعل الحضاري, والمحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية….

الدور العلمي

عملت الزاوية القاسمية على نشر القرآن، وتخرج منها أعداد هائلة من حفظة القرآن من معظم نواحي القطر الجزائري، وفي تقرير للسلطات الفرنسية نجد أن عدد الطلبة سنويا يتراوح بين 200و 300 وهو عدد لا يستهان به مقارنة بالظروف المحيطة آنذاك، وكان يدرسهم حوالي 19 أستاذا، منهم الشيخ إدريس، عاشور، محمد بن عبد الرحمن الديسي، محمد بن الحاج محمد….الخ.

طريقة حفظه هي الطريقة المعروفة في كامل المغرب العربي، بواسطة اللوحة. وهي قطعة من الخشب صغيرة، حجرة الصلصال تمحى بها اللوحة عند حفظ الآيات المكتوبة، الصمغ: المصنوع من الصوف التقليدي والحبر، القلم: وهو مصنوع من القصب المحلي الموجود على ضفاف الوادي.

بعدها ينتقل الطالب إلى تلقي مختلف العلوم الشرعية، فيمكن له الالتحاق بحلقة الفقه أو اللغة أو التفسير طبعا مع احترام البرامج والنظام المطبق داخل الزاوية. وهناك مستويات للأخذ والتلقي: مستوى أول، مستوى ثاني، مستوى أعلى

لقد قدر بعضهم عدد الطلبة في نهاية القرن 19 من 700 إلى 800 طالب، وذكرت التقارير الفرنسية أن عددهم ما بين 200 و 300، وقد نزل هذا العدد فيما بعد إلى 200 طالب (سنة 1940) من بينهم أكثر من 50% يتمتعون بالنظام الداخلي.

وفي رسالة لسيدي محمد قدر عدد الطلبة في نهاية القرن بحوالي ألف طالب، وذكر بذلك أنها تضم عددا أكبر من عدد طلبة جامع الزيتونة بتونس وجامع القرويين بفاس وحتى الأزهر نفسه.

وفي تقرير للسلطات الفرنسية نجد أن عدد الطلبة سنويا يتراوح ما بين ( 200و 300 ) وهو عدد لا يستهان به مقارنة بالظروف المحيطة آنذاك، وكان يدرسهم حوالي 19 أستاذا، منهم الشيخ إدريس، عاشور، محمد بن عبد الرحمن الديسي، محمد بن الحاج محمد….الخ.

هذا في المرحلة الأولى من عمله إذا استطعنا أن نقسم عمله إلى مرحلتين:

1- ما قبل الشيخ المختار: سنوات التكوين الأولى، تأثير المؤسس في أفراد يتبعونه يمدهم بالتماسك أو الديناميكية.

2- ما بعد الشيخ المختار: وهي ما نستطيع تسميته بنمو الجماعة، ونجد هنا اتجاها من المؤسس نحو وضع قواعد تنظيمية للحياة والسلوك.

والتي سماها مدرسة عليا، لأنها لم تكن زاوية بالمعنى الصوفي والاصطلاحي للزاوية، بل كانت دروس تلقى في مسجد القرية قبل إنشاء الزاوية.

وتعتبر هذه المرحلة كمقدمة وتمهيد لما سيأتي من أعمال ومواقف.

وتأسيس الزاوية الحالية 1863 هو المنعطف ونقطة التحول والانطلاق في تطوير العملية التعليمية.

فقد كانت تدرس العلوم والفنون المعروفة في تلك الفترة: الفقه، التفسير، الحديث، النحو والبلاغة.

ازدادت الأمور تعقيدا خصوصا بعد مجيء الحكومة الماسونية 1871 قيام الجمهورية الثالثة، والتي ضيقت الخناق على الزوايا والمدارس الحرة وفرضت القوانين والأحكام الجائرة لمراقبتها والحد من نشاطها.

” توضع المدارس الخاصة الإسلامية- مدرسة قرآنية، مسيد، زاوية، مدرسة تحت مراقبة وتفتيش السلطات المحددة بواسطة قانون 30 أكتوبر 1886. مراقبتها إذا كانت محرضة أم لا ضد الدستور”، وأصبح فتح زاوية يقتضي تصريحا من السلطات الرسمية.

وكانت زاوية الهامل تتمتع بنوع من الحرية المراقبة، وكان عليها أن تعي هذه الحقيقة جيدا وتتعامل مع هذا المعطي بذكاء كي لا تتعرض للإغلاق وتستمر في أداء رسالتها التعليمية الإصلاحية.

إن الحكم على الموقف يتطلب التأمل والنظر في الظروف المحيطة به، إن تأسيس زاوية لتدريس العلوم الشرعية في العهد الاستعماري أمر من الصعوبة بمكان، وتكتنفه مخاطر جمة وعراقيل عظيمة، قد نقول أنها أسست في 1863 قبل صدور قوانين التضييق والإغلاق، لكن مسايرتها للظروف ومحاولة التغلب عليها ونشاطها الخفي السري في مواجهة الاستعمار وتحضير القاعدة الصلبة لمواجهة العدو كل هذا تطلب جهدا جبارا وصبر وشجاعة عظيمين.

وقد كان الأستاذ بنفسه يختار الكتب التي يدرسها ويشرحها لتلامذته، ككتاب الواحدي في التفسير وابن أبي جمرة في الحديث والرسالة القشيرية في التصوف، وقد كان لا يترك الدروس في علوم عديدة من الفقه والتفسير والحديث والنحو والكلام وغير ذلك، أما الفقه فقد كان من سنة 1278 إلى 1288 يتولى درس الفقه بنفسه ثم فوض تدريسه إلى نجباء طلبته…
منقول .

رسائل الشيخ محمد بن أبي القاسم الشريف الهاملي

طبعت بعض رسائل الشيخ محمد بن أبي القاسم الشريف الهاملي، لكن ضمن كتاب تعطير الأكوان للشيخ محمد الصغير الجلالي، وهي رسالته في الهجرة، تفسير سورة القدر، رسالة في الأنفاس السبعة، رسالة في أن الطريقة الخلوتية والطريقة الشاذلية طريقة واحدة. وهي رسائل تدل على مكانة الرجل العلمية وطول باعه في السلوك الصوفي.
لكن للأسف هذا الكتاب نادرا فقد طبع حوالي سنة 1915 ولم يعد طبعه مرة أخرى.
وطلبنا من أحغاد المؤلف إعادة طبعه ونحن في انتظار ذلك.
وقد تشرفت دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع الكائنة بمدينة بوسعادة بطبع منظومة الأسماء الحسنى للشيخ محمد بن أبي القاسم في طبعة أنيقة متداولة الآن بين الأتباع والمريدين والمهتمين بالشأن الصوفي والدراسات الصوفية.

قصة ديوان "منة الحنان المنان" لمؤلفه الشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمان الديسي

قصة ديوان "منة الحنان المنان" لمؤلفه الشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمان الديسي تصلح أن تكون عنوانا لكل الكنوز المخطوطة التي يلفها النسيان... الديوان يضم نحو 200 قصيدة بين الطوال والمقطوعات في أكثر من 4000 بيت، منها ما نشر مستقلا، أو ضمن بعض الكتب كالزهر الباسم أو تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي وغيرهما، أما الديوان ككل فلم يطبع.
ويقع ديوان الديسي في جزأين، وقد قام بتحقيقه الأستاذ أبو الأنوار دحية بالاعتماد على مخطوطتين ملك للمكتبة القاسمية بزاوية الهامل ببوسعادة. ولأن الديوان المذكور يستمد أهميته من كونه يؤرخ لمرحلة هامة من مراحل الأدب الجزائري، وهي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، خاصة وأن مؤلفه وصفه الشيخ عبد الحي الكتاني بقوله: "فخر القطر الجزائري ونادرته.. حجة في الأدب والتصوف والمعقول والمنقول..." بالنظر إلى هذه الأهمية قامت دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع بالسعي إلى برمجته لينشر ضمن منشورات تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، وتمت الموافقة على نشره، ليودع لدى مطبعة دار الأمة ببرج الكيفان.
بعدها قام فؤاد القاسمي صاحب دار الخليل للنشر بالاتصال بورثة الديسي لإعلامهم ففوجئ بهم يطلبون منه سحب الكتاب من المطبعة لعدم موافقتهم على النشر، ما جعل القاسمي يوافق على الطلب شريطة أن يقدم الورثة وثيقة بذلك، واتصل ثانية، لكنهم ظلوا يتهربون، محتجين بأنهم هم من سيقوم بطبع الديوان، مع أن الورثة لا يملكون من تراث الديسي إلا اللقب، لكون الرجل عاش أكثر سنين حياته بزاوية الهامل طالبا وأستاذا وعالما فقيها مفتيا، أكثر من أربعين سنة قضاها بالزاوية، وكانت كتبه تكتب بالهامل من طرف تلامذته بأمر من شيوخ الزاوية القاسمية. بعدها وفي جلسة استغرقت أكثر من ساعتين لإقناع الورثة بالعدول عن موقفهم، لكن من دون أي نتيجة.
ولما تطورت القضية إلى درجة أن بن عبد الرحمان بلقاسم بن أحمد بوداود بن الديسي وجه إعذارا من خلال الصحف يؤكد فيه أنه الوريث الوحيد لحقوق مؤلفات الديسي، ومن ثم أكد بالحرف الواحد أنه "يعلم كل دور النشر والطباعة عن عدم طباعة ونشر الديوان أو أي أثر آخر، كما أنه يعارض بشدة كل من يحاول التحقيق في الديوان، وينبّه كل من يقوم أو قام بذلك من أنه يكون محل متابعة قضائية" لكن المسألة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث من يملك حقوق طبع معظم مؤلفات الديسي هم ورثة الشيخ محمد بن أبي القاسم، إذ هو من تكفل بطبع مؤلفاته ومنها "فوز الغانم"; "توهين القول المتين" ; و"الكلمات الشافية".
ومع ذلك، دفع إصرار ورثة الديسي صاحب دار الخليل للنشر إلى سحب الديوان بعدما دار روتاتيف المطبعة، ليحكم إهمال مؤسسات الدولة الثقافية لهذه المخطوطات بأن تظل حبيسة الأدراج، وأن يبقى تراث الديسي رحمه الله قابعا بإحدى مكتبتين: الأولى المكتبة القاسمية بزاوية الهامل، والثانية مكتبة الشيخ بن عزوز القاسمي بعين وسارة الذي حاول جمع تراث أستاذه الديسي عن طريق الشراء، الاستنساخ والتبادل.
أسئلة كثيرة معلقة يطرحها التراث المخطوط في الجزائر رغم كل ما قيل من طرف المسؤولين عن الثقافة وعن المجهودات التي يبذلونها في الاهتمام به.. جعجعة كبيرة، لكن من دون طحين.