تأسست الزاوية الغازية القاسمية البوبكارية، سنة إحدى وأربعين وتسعمائة للهجرة، (941 هـ)، والتي تتوسط المدار السياحي لتافيلالت، حوالي عشر كيلومترات جنوب مدينة الريصاني بالمملكة المغربية، لمؤسسها الولي الصالح الشيخ العارف بالله والدال عليه، قدوة زمانه وفريد عصره، سيدي الغازي أبا القاسم القطب الرباني، والعالم العلامة النوراني ابن محمد ابن عمر الحسني الإدريسي، المزداد بقبيلة أرغن بتارودانت سنة تسعمائة وواحد هجرية ( 901هـ). والمتوفي رحمه الله سنة اثنان وثمانين وتسعمائة للهجرة ( 982 هـ).
وكان رضي الله تعالى عنه يدرس العلوم في شتى الفنون، تدريس العلم الظاهر المتمثل في الفقه المالكي، والعلم الباطني المنتمي إلى الطريقة الصوفية الغازية، المليانية الشاذلية، المبنية على الكتاب والسنة. كما تشهد بذالك مدرسته العتيقة والتي ما تبقى منها إلا الأطلال، حيث كانت تضم ما يزيد عن ستين تلميذا (60) وكان رحمه الله، يتكلف بمؤونتهم من أكل وشرب ولباس، بل كان رحمه الله تعالى يتكلف بمؤونة غيرهم، من الفقراء والمساكين، الذين يتوافدون على الزاوية، كل يوم ليتزودوا بما يحتاجون إليه من الطعام والكسوة وغيرهما.
وإلى جانب هذه المعلمة، العديد من المزارات لمراقد أبناء الشيخ ووارثي سره، كما اقتضت حكمة الله تعالى أن الولي الكامل، لا بد أن يظهر وارث سره ولو بعد حين، الولي الموروث، فبعد ستة أجيال ظهر حفيده ووارث سره، الشيخ المربي، سيدي الغازي بلعربي سنة 1176 هجرية وتوفي سنة 1246هجرية، والذي غرف من بحر جده، ورغم كونه أميا فقد أورثه الله من العلوم اللدنية، ما أبهر عقول الفحول من علماء عصره، مما وجدوا عنده من العلوم والمعارف والأسرار، فأحيى الطريقة وقوم اعوجاجها، بتربية النفوس والعروج بها إلى حضرة الملك القدوس، ورسخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة ءال النبوة وءال جانب الله.
وقد قامت الزاوية الغازية، مند تأسيسها شيخا عن شيخ إلى الان، بترسيخ المذهب المالكي وعقيدة التوحيد الأشعرية الصوفية السنية، المتمثلة في التعريف بمقام الإسلام، والإيمان، والإحسان، واليقين وهي قواعد الشريعة الإسلامية السمحاء، ودين الوسطية والإعتدال، وما زال إلى حد الأن يتوافد على الزاوية الغازية، عدد كبير من الزوار من جميع أنحاء المغرب وخارجه، وبابها مفتوح على مصراعيه، في وجه كل الزوار طيلة أيام السنة، في الرخاء والشدة، والله تعالى نسأل، أن يوفق المسؤولين،على هذه الزاوية إلى ما فيه الخير والصلاح.
* التاريخ
* الخصائص
* البيوتات الصوفية
* شيوخ وأعلام
* الطرق المغربية
* الزوايا
* المواسم
* العالم الإسلامي
* إفريقيا
* آسيا
* أوربا وأمريكا
Messages les plus consultés
-
لزوبعة الذهنية أسلوب العصف الذهني Brain storming ، أو ما يعرف بالقصف الذهني أو الزوبعة الذهنية: إن مصطلح العصف الذهني يعد أكثر استخ...
-
ساهم علماء الجزائر في حركة التعليم والتأليف مساهمة فعالة، وليس أدل على ذلك من وجود العشرات من العلماء الجهابذة الذين بلغوا درجة الاجتهاد وال...
-
إن منح الزمان أن تجد أناسا لله قائمين بالنصح والإرشاد والدعوة والتعليم ومن بين هذه النفحات الغالية وجود الزاوية العظيمة زاوية سيدي محمد بن أ...
-
تبهاعبد المنعم ، في 24 يناير 2011 الساعة: 22:25 م رحلتي إلى توات قرأت كثيرا عن منطقة توات، بحكم الاهتمام بموضوع...
-
ظهرت الزوايا في المغرب الإسلامي منذ القرن السادس الهجري، الثالث عشر ميلادي، حيث حلت تدريجيا محل الرباط، ثم تطورت مهامها وتوسعت على يد المراب...
-
سم الله الرحمان الرحيم هذه هي المجموعة الثانية للمخطوطات وقد وضعت العنوان ومؤلف المخطوط وان شاء الله سوف اضع البطاقة الفنية للمخطوطة بالتع...
-
قائمة منشورات دار الغرب الإسلامي / بيروت كتبه مشاري القحطاني بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أوقات ال...
-
ظهرت ولاية الجلفة بمقتضى التقسيم الإداري عام 1974 للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وهي تضم 36 بلدية، و12 دائرة يزيد تعداد السكان ل...
-
كتبها محمد علي قاسمي الحسني ، في 9 يوليو 2010 الساعة: 23:10 م عرفت الجزائر بدورها عددا هاما من الزوايا أدت أدوارا أساسية في تاريخ المنطقة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire