Messages les plus consultés

vendredi 4 mars 2011

زاوية الهامل

إن منح الزمان أن تجد أناسا لله قائمين بالنصح والإرشاد والدعوة والتعليم ومن بين هذه النفحات الغالية وجود الزاوية العظيمة زاوية سيدي محمد بن أبي القاسم المعروفة شرقا وغربا بالعلم والتعليم الإسلام والإيمان والإحسان على الفقه المالكي والعقد الأشعري والطريقة الرحمانية الخلوتية وكان مؤسسها العلامة الأوحد سيدي محمد بن أبي القاسم من كبار الأولياء المنقول كرامتهم بالتواتر أن أسّس زاويته المبنية على المنهج العلمي الرصين فأقدم لكم هذه المقدمة في بيان نشأة الزاوية والتعريف برجالها وأوليائها منقول من موقع الزاوية وأراه مفيدا لما فيه من بعض التوضيحات ثم نذكر تراجم الرجال العاملين وبعض الصور المنقولة والله من وراء القصد:


تأسيس الزاوية

ببداية سنة 1261 هـ عاد الأستاذ إلى أهله ببلدة الهامل ، وما إن وصل إلى أهله حتى جاءته مجموعة من مشايخ البلدية يعرضون عليه أن يجلس في المسجد العتيق للتدريس فلم يمانع ولكنه اشترط أن يحصل على الإذن بذلك من شيخه سيدي أحمد بن أبي داود . ولأن من عرضوا عليه الجلوس يعرفون قيمة هذا الإذن فقد امتثلوا فأوفدوا أربعة من نقباء البلدة إلى شيخه ، الذي لم يتردد في مكاتبة تلميذه يستحثه على الجلوس للتدريس ويحبب إليه هذا العمل ويذكره أنه مسؤول على تعليم ما تعلم ، كما بعث إليه بإجازته العامة التي تخول له أن يعلم كل ما تلقاه عن هذا الشيخ .
لقد تجشم هؤلاء النفر مصاعب الطريق و متاعبها واحتملوا وعثاء السفر من أجل أن يوفروا لأبنائهم من يقوم على تعليمهم مبادئ دينهم ، لأنهم يدركون أن هذا الجهد الذي يبذلونه لن يذهب سدى ، ولعلهم يعرفون بفراسة المؤمن أن هذا الفتى سيكون له شأن وأي شأن . ولقد عاش منهم من رأى جموع الطلاب يتوافدون على زاويته من كل حدب وصوب.
تحدث الأستاذ في سيرته الذاتية عن هذه الفترة فقال:
" ... وبعد خمس سنين ، قدمت لبلدي ؛ قرية الهامل سنة 1261 هـ فأقمت بها ثماني سنين ، لتعليم الناس الفقه وغيره ، بزاوية القرية المعلومة؛ المسماة الجامع الفوقاني فلم أفارق الجامع ليلا ولا نهارا إلى تمام سنة 1272 هـ . "
طبقت شهرة الزاوية الأفاق, وأمها الطلبة والزوار من كل جهات الوطن, من مناطق المدية, بوغار, تيارت, شرشال, سطيف, الجلفة, مناطق المسيلة, المعاضيد, الضلعة, ونوغة وكل أنحاء الجنوب الجزائري.
وتوافد على الزاوية العلماء والأساتذة من جميع الجهات وتحولت الهامل وزاويتها إلى منتدى ثقافي عربي أصيل ومعلم ديني مشهور, وبلغ المعهد شأنا عظيما وفي هذا يقول الأستاذ محمد علي دبوز:"إن عظمة هذا المعهد كانت بعظمة مؤسسه فعبقريته العلمية, شخصيته القوية, وإخلاصه وبراعته وحكمته هي التي جعلت المعهد الهاملي يطلع طلوع الشمس قوية زاهرة. فأشتهر سريعا. وبعد أن كانت قرية الهامل تضم مدرستين قرآنيتين وبعض الكتاتيب الصغيرة عند بداية الاحتلال صارت مركز إشعاع علمي وديني عظيم, ومعلما نيرا.
بعد تأسيس محمد بن أبي القاسم الزاوية والمعهد بها أصبح هذا الأخير مركزا هاما في المنطقة ارتاده في الفترة الممتدة بين 1883ـ1885 ما بين 200الى ـ300 طالب سنويا يدرسهم أستاذة مجازون مهرة بلغ عددهم في نفس الفترة 12 أستاذا في جميع المعارف والعلوم.
وها هو المستشرق جاك بيرك يقول في رسالة وجهها إلى شيخ زاوية الهامل سنة 1965
"فيما يتعلق بي أن تاريخ زاوية الهامل يهم تاريخ المغرب العربي بأسره... وذلك لأنه في نفس هذا التاريخ بالذات ظهرت أيضا في المشرق البعيد بوادر النهضة وخصوصا في بيروت, هل هناك روابط أدبية وثقافية بين معهدكم وبين المدارس الأخرى في الشرق أو الغرب فيما عدا الرحلات الناتجة عن السفر والحج ؟...)
ونذكر أن أعداد الطلاب ما قبل الثورة اختلفت وتراوحت بين أعداد معتبرة وأعداد متوسطة من 600 الى 800 طالب.
والعدد المتوسط يتفاوت بين حقبة وأخرى وهذا خاضع للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها المناطق التي عادة ما يكون منها طلبة الزاوية والتي لها دخل في التأثير على هذا العدد صعودا ونزولا.
نظام التدريس في الزاوية العهد الأول(السفارة)
لطلبة الزاوية نظام داخلي يحكمهم فيجازي بمقتضاه المحسن ويعاقب المسيء ويصطلح علي تسميته السفارة.
في هذا النظام الداخلي للزاوية مايلزم الطالب باحترام زميله بناء علي سلمه الترتيبي.
ترتيب الطلبة
1-ترتيب طلبة القرآن الكريم:
• حفاظ القرآن الكريم: هؤلاء يخلفون المعلم عند غيابه, ويعينونه في تعليم بقية الطلبة, وذلك بالتصحيح والتكتيب والتجويد.
• المعيدون: هؤلاء لم يحفظوا القرآن وإنما ختموه, ويعيدونه لإتقان حفظه, ومهمتهم تقتصر علي تدريب المبتدئين علي الكتابة وتعويدهم علي القراءة وتعليمهم مبادئ التجويد.
• المبتدئون: هؤلاء يكونون بصدد حفظ القرآن, ويحتاجون إلي مساعدة غيرهم. فإذا جلس هؤلاء الطلبة في حلقة الحزب الراتب, جلس الحفاظ حول المعلم, ثم المعيدون, ثم المبتدئون.
2- ترتيب طلبة العلم:
• النظارون: ويكون هؤلاء من كبار الطلبة الذين ختموا القرآن أكثر من ثلاث مرات, ويخلف المبرزون منهم الأستاذ, إذا غاب. كما تتكلف فئة منهم بتحضير درس الشيخ مع السباقين.
• السباقون: أو أصحاب الشرح, وهؤلاء يرخص لهم الشيخ في استعمال الشرح. ويكونون قد ختموا الكتاب في موضوع الدرس, أكثر من مرة وقد يأذن الشيخ للنابهين منهم بتقرير الدرس للمبتدئين.
• الحجارون أو أصحاب المتن: وهؤلاء يكونون من المبتدئين في قراءة الكتاب محل الدرس فإذا جلس هؤلاء في حلقة العلم جلس النظارون حول الشيخ, ثم السباقون ثم الحجارون مع ملاحظة أنه يمكن أن يكون الواحد من الطلبة نظارا في علم وسباقا في علم آخر.
مقررات زاوية الهامل وكتبها الدراسية
تشتمل خطة الدراسة لزاوية الهامل, زيادة علي الاهتمام بحفظ القرآن الكريم كله حفظا متقنا. علي العلوم اللغوية والشرعية وبعض العلوم المتصلة بهما.
العلوم اللغوية وهي النحو والصرف والبلاغة والأدب نصوصا وتاريخا وتذوقا أما العلوم الشرعية فهي تفسير القرآن الكريم والحديث والفقه وأصول الفقه والتوحيد.
كما تشتمل المقررات علي شيء من التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وعلم المنطق والفلك والحساب. والعلوم الثلاثة الأخيرة تدرس لصلتها بالعلوم الشرعية فالحساب مثلا يدرس لعلاقته الوثيقة بعلم المواريث, فهو ضروري لقسمة التركات علي الورثة, والمنطق يدرس لصلته بعلم التوحيد, والفلك يدرس لمعرفة أوقات العبادات وهكذا...
وكان التعليم فيما يشمل علي وجه التقريب المراحل التعليمية الثلاثة الابتدائية والثانوية والعالية.
ففي المرحلة الابتدائية:
كان الطلبة يدرسون القواعد النحوية في كتب الأجرمية وملحة الإعراب والأزهرية, ويدرسون في مادة الفقه كتب: ابن عاشر ورسالة ابن ابي زيد القيرواني إلي جانب بعض الكتب في التوحيد والبلاغة والأدب.
أما في المرحلة الثانوية:
يدرسون القواعد في كتب قطر الندى وشذور وشرح المكودي علي الألفية. وفي الفقه كتاب الشيخ خليل في الفقه المالكي.
أما القسم العالي:
يدرسون تفسير القرآن الكريم من تفسير الواحدي. وفي الحديث كتاب بن أبي جمرة في شرح الأحاديث النبوية. وفي القواعد يدرسون كتب: ابن عقيل علي الألفية والأشموني وشرح بن يعيش علي المفصل وكتاب الدردير علي الشيخ خليل في الفقه المالكي.
مشيخة التعليم في العهد الأول
الطبقة الأولي:
كما ذكرنا سابقا كان المعهد القاسمي يقوم علي تدريس جميع العلوم الشريعة وما يتصل بها من تفسير, وحديث وأصول وفقه...
وتطلب تدريس هذه المواد وجود علماء أجلاء ومشايخ عظماء لهم دراية ومعرفة واسعة بهذه العلوم. ومن أهم الذين تناوبوا علي حمل مشعل التعليم نذكر أسماء من كان لهم الأثر البالغ في الحفاظ على التراث الإسلامي, وضمان استمرار التعليم بالزاوية في أحلك الظروف التي عاشتها الجزائر.
- أولهم الشيخ المؤسس سيدي محمد بن أبي القاسم
- الشيخ محمد بن عبد الرحمان الديسي له أكثر من 20 مؤلفا
- الشيخ محمد بن الحاج امحمد القاسمي له تآليف منها " الروض الباسم"
- الشيخ المختار القاسمي.
- الشيخ عاشور الخنقي.
الطبقة الثانية:
- الشيخ مصطفي القاسمي
- الشيخ محمد بن عزوز القاسمي
- الشيخ عبد الحفيظ القاسمي
وعرفت الزاوية ما يسمي في النظام الجامعي الأساتذة الزائرين حيث هناك عدد من المشائخ ومنهم من أجيز من الزاوية, انتظمت زيارتهم للزاوية وكانوا يقيمون بها فترة تزيد عن 04 أشهر. وفي خلال مقامهم يعطون سلسلة من الدروس, بل يختمون كتابا أو كتبا لطبقة معينة من الطلبة لاسيما المتقدمين منهم في التحصيل العلمي والذين هم علي وشك التخرج. وقد يجازون من هؤلاء الأساتذة. ومن كبار العلماء الذين كانوا يترددون علي الزاوية نذكر الأساتذة
- الطاهر العبيدي.
- الشيخ العابد الجلالي.
- الشيخ الونوغي بن أبي مزراق.
- الشيخ الحجوي (وزير المعارف المغربي).
- الشيخ عبد الحي الكتاني(المغربي).
شروط الالتحاق بالزاوية وعدد التلاميذ في العهد الأول
لما كان هدف إنشاء المعهد وتأسيسه هو الحفاظ علي معالم الشخصية العربية الإسلامية في المجتمع الجزائري الذي كانت تتهدده مخاطر الثالوث الأسود الذي عقده الاستعمار علي الشعب الجزائري والمتمثل في الفقر والجوع والجهل ... فقد كان الشرط الأساسي للالتحاق بالدراسة في المعهد حفظ القرآن الكريم حفظا تاما متقنا, مع حسن السيرة, وإلا يلزم الطالب أولا بحفظ كتاب الله في نفس الزاوية ثم يلتحق بالدراسة.
وكان لا يسمح للطلبة بالانتقال لحلقة العلم الشرعي أو اللغة العربية إلا بعد استظهارهم القرآن الكريم, وحتى يتم الحفظ السليم والصحيح لا بدو حسب مدارك كل طالب وما عنده من حافظة ومن قدرة على الإستعاب من إعادة القرآن مرتين وهو ما يسمى (بالشقة) وعندما يكون الطالب في مرحلة الإعادة (أخت الشقة) يشرع في حفظ المتون أو حفظ المصنفات في العلوم الفقهية وفي اللغة العربية ليتهيأ لحضور حلقة العلم.

أبرز خريجي الزاوية
أنجبت الزاوية اطواد علم مبرزين حملوا مشعل الثقافة العربية والتربية الإسلامية إلى كل ربوع القطر الجزائري, وأناروا بعلومهم ومعارفهم جوانبه ومازالت آثارهم وأعمالهم هي النور المشع في أرجاء القطر, وهي العمل الحي المثمر الدائم يجني أشهى جناه الخلف عن السلف ومن أبرزهم:
+تلامذة الشيخ المؤسس وهم:
ـ الشيخ محمد بن عبد الرحمان الديسي له أكثر من 20 مؤلفا
ـ الشيخ محمد بن الحاج امحمد القاسمي.
ـ الشيخ المختار القاسمي.
ـ الشيخ محمد الصديق.
وتلاميذه هؤلاء وهم:
ـ الشيخ بلقاسم القاسمي.
ـ الشيخ أحمد القاسمي.
ـ الشيخ عبد السلام التازي أستاذ بجامعة القرويين بالمغرب.
ـ الشيخ أحميدة الديسي مدرس بالحرام النبوي بالمدينة المنورة.
ـ الشيخ الحسين بن المفتي قاضي قفصة بتونس.
ـ الشيخ الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس بالأزهر الشريف (مصر).
ـ الشيخ بومزراق الونوغي مفتي الأصنام (الشلف).
ـ الشيخ محمد العاصمي المفتي الحنفي (العاصمة).
ـ الشيخ محمد العيد مفتي (سور الغزلان).
ـ الشيخ بوعود قاضي (أفلو).
ـ الشيخ المختار بن علي قاضي(الجلفة).
ـ الشيخ الطيب بن لخضر قاضي(السوقر).
الشيخ بلقاسم بن الجديد قاضي(سيدي عيسى).
الأعيان والعلماء المبرزون الذيـن زاروا الزاويـــــة
وألقـوا بها دروسـا ومحاضرات ذكروها في تآليفهم
ـ
أم الزاوية عدد كبير من العلماء بمن فيهم القائمون على مؤسسات علمية أخرى في الداخل والخارج لما كان للزاوية من مكانة علمية, فالعلاقات كانت موصولة بالزيارات أو بالمراسلات
ومن زار الزاوية.
ـ العلامة محمد الحجوي صاحب الفكر السامي(تولى وزارة المعارف بالمغرب).
ـ العلامة المحدث عبد الحي الكتاني المغربي(صاحب التراتيب الإدارية).
ـ الشيخ عمر بري شاعر المدينة وأديب الحجاز.
ـ الشيخ أحمد البلغيثي المغربي صاحب التآليف الكثيرة.
ـ الشيخ عبد الحميد بن باديس.
ـ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
ـ الشيخ أحمد توفيق المدني .
ـ الشيخ اطفيش شيخ الديار الميزابية.
ـ الشيخ إبراهيم بيوض.
ـ الشيخ سليمان الباروني.
ـ الشيخ محمد السنوسي التونسي صاحب الاستطلاعات الباريسية. وذكر الشيخ فيها.
ـ حمدان الونيسي القسنطيني(أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس).
وغيرهم مما يطول عددهم ويبلغ ما قيل في مدح الزاوية والقائمين بالعمل فيها والثناء عليهم أكثر من 5000 بيت من جيد الشعر وأقومه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire