Messages les plus consultés

samedi 26 février 2011

الزوايا بالجزائر

كتبها محمد علي قاسمي الحسني ، في 9 يوليو 2010 الساعة: 23:10 م

عرفت الجزائر بدورها عددا هاما من الزوايا أدت أدوارا أساسية في تاريخ المنطقة، وانتشرت انتشارا واضحا، سواء في الأرياف أو في المدن، وعمت كل جهات الوطن تقريبا، خاصة الغرب والوسط، كما انتشرت في منطقة القبائل انتشارا كبيرا، خصوصا بعد الاحتلال الإسباني لمدينة بجاية.

والشكل الأول الذي أخذته الزاوية بالجزائر قبل أن تعرف مظهرها الأخير هو الرابطة: وهي التي نشأت في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، جمعت بين وظيفتين أساسيتين هما: تعليم العلم والانقطاع للعبادة، واستمرت في نشاطها إلى غاية نهاية النصف الأول من القرن السابع الهجري، وتركت وظائفها ونشاطاتها للزاوية، التي أضافت إلى رصيدها جملة من الوظائف والنشاطات.

أولا: الزوايا قبل العهد العثماني:

أشارت المصادر إلى أن أقدم رابطة بالجزائر هي: "رباط بونة" وبه ضريح "أبي مروان البوني" شارح موطأ مالك، ورباط "رجال الحمراء" قرب عنابة أيضا، اللذان يعودان إلى نهاية القرن الخامس الهجري أي تقريبا نفس الفترة التي ظهرت فيها الزوايا بالمشرق.

وتطورت الرابطة في النصف الثاني من القرن السادس الهجري = الثاني عشر الميلادي، وفي غضون النصف الأول من القرن 07هـ= 13م، أصبحت تقوم إلى جانب وظائفها السابقة بإعالة الطلبة المقيمين بها، كما أصبحت لها أوقاف ينفق منها على الطلبة والمريدين.

ومن أشهر الرابطات في هذه المرحلة رابطة أبي محمد عبد الكريم بن عبد الملك البجائي المعروف بـ "ابن أبي يبكى". وتقع داخل باب أمسيون من أعلى سند بجاية، وهو الموقف لأوقافها الكثيرة المعروفة. وكذا رابطة علي بن أبي نصر بن عبد الله البجائي (ت 652هـ= 1254م) ، الذي "بنى له رابطة بخارج باب ميسون. وانقطع فيها آخر عمره عن الناس"، كما جاء في عنوان الدراية.

نجحت هذه المؤسسات في نشر التصوف الإسلامي، وسائر العلوم النقلية والعقلية، إلا أن المصطلح بدأ يختفي منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وحل محله مصطلح الزاوية. التي انتشرت خلال هذه الفترة نتيجة انتشار التصوف، وقد قام الحفصيون والزيانيون بدور هام في انتشار الزوايا على مستوى المغرب الإسلامي. وبالتالي فإن الزاوية في المغرب الأوسط هي الرابطة في بداية نشأتها وتطورها.

بعد ذلك انتشرت الزوايا انتشارا واضحا في كل الجهات: وخاصة في الغرب والوسط، وأرجع الدكتور أبو القاسم سعد الله سبب كثرتها بالناحية الغربية إلى زوايا المرابطين في المغرب الأقصى، وإلى حجاج ورحالة المغرب الذين كانوا يعبرون الجزائر ويغذون فكرة المرابطية وينشرون مبادئ شيوخهم.

كما انتشرت الزوايا في منطقة القبائل الكبرى والصغرى انتشارا كبيرا، خصوصا بعد احتلال الأسبان لمدينة بجاية، وخروج الكثيرين من أبناء المدينة إلى الجبال المحيطة بها على أمل المرابطة والعودة، فقاموا بتأسيس الزوايا في بني وغليس وبني يعلى وغيرها من الأماكن، وقد بلغ عدد الزوايا بمنطقة القبائل وحدها حوالي ستين زاوية.

وزاوية الشيخ إبراهيم التازي في وهران كانت بها خزائن الكتب وآلات الجهاد. وكانت زاوية الشيخ التواتي ببجاية ملجأ للمجاهدين ضد غزاة البحر من الأسبان.

وظهرت زوايا في جنوب الجزائر، قام بتأسيسها رجال عرفوا بالصلاح والتقوى، كالزاوية الزيانية بالقنادسة وزاوية الأعمش بتندوف، وزاوية كنتة بأدرار.

وعرفت الزوايا مع مرور الزمن تطورا إيجابيا في وظائفها من التعليم إلى العبادة إلى حل قضايا الناس، ودور لعابري السبيل، ولإيواء الفقراء والمساكين.

انطلاقا من نهاية القرن السابع الهجري= 13 الميلادي، دخلت الزاوية مرحلة أخرى من التطور، حيث أصبحت مكانا يقصده الناس لزيارة الشيخ الصوفي والتبرك به، التماسا للدعاء، ويدفن بها عند موته، وتنتقل إدارة الزاوية إلى أحد أبناء الشيخ المؤسس، أو أحد أقاربه، تماما كما حدث لزاوية يعقوب بن عمران البويوسفي التي انتقلت مشيختها إلى ابنه الشيخ يوسف بن يعقوب، وكزاوية علي بن أحمد المجاجي التي انتقلت رئاستها إلى ابنه محمد بن علي آبهلول كتبها محمد علي قاسمي الحسني ، في 9 يوليو 2010 الساعة: 23:10 م

عرفت الجزائر بدورها عددا هاما من الزوايا أدت أدوارا أساسية في تاريخ المنطقة، وانتشرت انتشارا واضحا، سواء في الأرياف أو في المدن، وعمت كل جهات الوطن تقريبا، خاصة الغرب والوسط، كما انتشرت في منطقة القبائل انتشارا كبيرا، خصوصا بعد الاحتلال الإسباني لمدينة بجاية.

والشكل الأول الذي أخذته الزاوية بالجزائر قبل أن تعرف مظهرها الأخير هو الرابطة: وهي التي نشأت في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، جمعت بين وظيفتين أساسيتين هما: تعليم العلم والانقطاع للعبادة، واستمرت في نشاطها إلى غاية نهاية النصف الأول من القرن السابع الهجري، وتركت وظائفها ونشاطاتها للزاوية، التي أضافت إلى رصيدها جملة من الوظائف والنشاطات.

أولا: الزوايا قبل العهد العثماني:

أشارت المصادر إلى أن أقدم رابطة بالجزائر هي: "رباط بونة" وبه ضريح "أبي مروان البوني" شارح موطأ مالك، ورباط "رجال الحمراء" قرب عنابة أيضا، اللذان يعودان إلى نهاية القرن الخامس الهجري أي تقريبا نفس الفترة التي ظهرت فيها الزوايا بالمشرق.

وتطورت الرابطة في النصف الثاني من القرن السادس الهجري = الثاني عشر الميلادي، وفي غضون النصف الأول من القرن 07هـ= 13م، أصبحت تقوم إلى جانب وظائفها السابقة بإعالة الطلبة المقيمين بها، كما أصبحت لها أوقاف ينفق منها على الطلبة والمريدين.

ومن أشهر الرابطات في هذه المرحلة رابطة أبي محمد عبد الكريم بن عبد الملك البجائي المعروف بـ "ابن أبي يبكى". وتقع داخل باب أمسيون من أعلى سند بجاية، وهو الموقف لأوقافها الكثيرة المعروفة. وكذا رابطة علي بن أبي نصر بن عبد الله البجائي (ت 652هـ= 1254م) ، الذي "بنى له رابطة بخارج باب ميسون. وانقطع فيها آخر عمره عن الناس"، كما جاء في عنوان الدراية.

نجحت هذه المؤسسات في نشر التصوف الإسلامي، وسائر العلوم النقلية والعقلية، إلا أن المصطلح بدأ يختفي منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وحل محله مصطلح الزاوية. التي انتشرت خلال هذه الفترة نتيجة انتشار التصوف، وقد قام الحفصيون والزيانيون بدور هام في انتشار الزوايا على مستوى المغرب الإسلامي. وبالتالي فإن الزاوية في المغرب الأوسط هي الرابطة في بداية نشأتها وتطورها.

بعد ذلك انتشرت الزوايا انتشارا واضحا في كل الجهات: وخاصة في الغرب والوسط، وأرجع الدكتور أبو القاسم سعد الله سبب كثرتها بالناحية الغربية إلى زوايا المرابطين في المغرب الأقصى، وإلى حجاج ورحالة المغرب الذين كانوا يعبرون الجزائر ويغذون فكرة المرابطية وينشرون مبادئ شيوخهم.

كما انتشرت الزوايا في منطقة القبائل الكبرى والصغرى انتشارا كبيرا، خصوصا بعد احتلال الأسبان لمدينة بجاية، وخروج الكثيرين من أبناء المدينة إلى الجبال المحيطة بها على أمل المرابطة والعودة، فقاموا بتأسيس الزوايا في بني وغليس وبني يعلى وغيرها من الأماكن، وقد بلغ عدد الزوايا بمنطقة القبائل وحدها حوالي ستين زاوية.

وزاوية الشيخ إبراهيم التازي في وهران كانت بها خزائن الكتب وآلات الجهاد. وكانت زاوية الشيخ التواتي ببجاية ملجأ للمجاهدين ضد غزاة البحر من الأسبان.

وظهرت زوايا في جنوب الجزائر، قام بتأسيسها رجال عرفوا بالصلاح والتقوى، كالزاوية الزيانية بالقنادسة وزاوية الأعمش بتندوف، وزاوية كنتة بأدرار.

وعرفت الزوايا مع مرور الزمن تطورا إيجابيا في وظائفها من التعليم إلى العبادة إلى حل قضايا الناس، ودور لعابري السبيل، ولإيواء الفقراء والمساكين.

انطلاقا من نهاية القرن السابع الهجري= 13 الميلادي، دخلت الزاوية مرحلة أخرى من التطور، حيث أصبحت مكانا يقصده الناس لزيارة الشيخ الصوفي والتبرك به، التماسا للدعاء، ويدفن بها عند موته، وتنتقل إدارة الزاوية إلى أحد أبناء الشيخ المؤسس، أو أحد أقاربه، تماما كما حدث لزاوية يعقوب بن عمران البويوسفي التي انتقلت مشيختها إلى ابنه الشيخ يوسف بن يعقوب، وكزاوية علي بن أحمد المجاجي التي انتقلت رئاستها إلى ابنه محمد بن علي آبهلول

2 commentaires: