Messages les plus consultés

lundi 21 mars 2011

ترجمة الولي الصالح الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي نسبـه الشريف:

هـو أبو عبد الله محمد بن أبي القاسـم .... بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامـل بن الحسن المثـنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد أول محرم الحرام 1240هـ= 1824م. بالقرب من حاسي بحبح بولاية الجلفة 200 كم جنوبي الجزائر العاصمة، وتربى في أجواء دينية صوفية وحب العلم والفروسية، إذ أن والده هو الشيخ أبو القاسم من علماء المنطقة وفقهائها، وأمه الولية الصالحة السيدة عائشة بن مازوز.
أتم حفظ القرآن الكريم على يد ابن عم له يدعى محمد بن عبد القادر وذلك قبل أن يتجاوز الثانية عشر من عمره. وفي سنة 1260هـ نزل بزاوية الفقيه الصوفي سيدي أحمد بن أبي داود ببلاد القبائل، وزاوية سيدي السعيد بن أبي داود هي من أشهر زوايا القطر آنذاك وعرفت بأنها تقدم الجانب الفقهي على الصوفي.
مكث بزاوية سيدي بن أبي داود أربع سنوات مجدا في تحصيل العلوم، وكان لهذه الزاوية أثر عميق في تكييف شخصية الشيخ محمد وطبع اتجاهاته واختياراته، لأنه أخذ بها عن مشائخ أجلاء، وكانت مكتبتها الحافلة بالمخطوطات ـ آنذاك ـ معينا آخرا استقى منه الشيخ ثقافته وعلومه.
في سنة 1265هـ= 1848م شرع في التدريس بمسجد الشرفة بمسقط رأسه إلى تمام سنة 1272هـ. وعرفت دروسه شهرة وذكرا طيبين في المناطق المجاورة، فتوافد على القرية الكثير من سكان البوادي والقرى المجاورة، وعرفت حركة نشطة لن تعرفها من قبل، لسماع دروس الوعظ والإرشاد وسارعوا بأبنائهم إلى طلب العلم والمعرفة، فحصل بذلك نفع كبير، "فأصبحت به ـ بلدة الهامل ـ زاهرة يانعة، وانهالت الخلق من كل جهة لطلب العلم.
بأول سنة 1273هـ انتقل إلى قطب وقته الشيخ المختار بن عبد الرحمن بن خليفه بزاويته المعلومة بأولاد جلال، فأخذ عنه أوراد الطريقة الرحمانية، ولازمه من أول سنة 1273هـ= 1 سبتمبر 1856م إلى أول سنة 1278هـ= 9 جويليت 1861م.
أقام المترجم له بزاوية أولاد جلال حوالي خمس سنوات، أخذ فيها علوم الطريقة عن شيخه وسلك على يديه، وألبسه الخرقة، وظهرت عليه لوائح الجمال والجلال، وفاز بسر شيخه وبركته.
وفي فاتح سنة 1278هـ توفي الشيخ المختار بعدما أجازه في إعطاء أوراد الطريقة الرحمانية. وأقام على رأس زاوية أولاد جلال تمام السنة. وبأول سنة 1279هـ= 29 جويليت 1862م رجع إلى بلاده الهامل. وكان لإقامته بزاوية أولاد جلال عميق الأثر في حياة الشيخ المؤسس كما كان لزاوية الشيخ بن أبي داود قبلها.
في سنة 1279هـ= 1862م شرع الشيخ في إنجاز زاويته بقرية الهامل وأتم البناء في ظرف سنة، عرفت الزاوية شهرة واسعة في ظرف وجيز فأمها الناس من كل مكان، وأصبحت قبلة لطلبة العلم وملجأ للفقراء والمساكين، ومع اشتغاله بالخلق على كثرة أصنافهم لا يترك الدروس في علوم عديدة منها: الفقه، الحديث، التفسير، النحو، الكلام وغير ذلك.
وتوافد على الزاوية الأساتذة والعلماء من جميع الجهات، وتحولت إلى مركز لقاء بينهم ومنتدى علمي ثقافي يؤمه خيرة علماء البلد. وصفها أحد الشيوخ فقال:"كانت الزاوية المعمورة محلا للعلماء العاملين". وكان يرتادها في هذه الفترة ما بين 200 و300 طالب سنويا. يدرسهم 12 أستاذا على رأسهم الأستاذ نفسه.
أحست سلطات الاحتلال بما أصبح الرجل يمثله من قوة وتأثير، فراحت تراقب حركاته وسكناته، وتبث العيون والجواسيس لمراقبته، وهو ما تدل عليه كثرة التقارير المرفوعة من المكتب العربي وضباط الاستخبارات الفرنسية إلى الجهات المعنية والموجودة حاليا بمركز الأرشيف بأكس بروفانس بفرنسا.
في سنة 1288هـ= 1871م، ساهم بمد ثورة المقراني بالرجال والسلاح، وبعد الهزيمة أحضر أبناء الزعيم المقراني، وحوالي ثمانين عائلة من الذين تضرروا من اضطهاد سلطات الاحتلال، وأقاموا بالزاوية معززين مكرمين، ولا يزال "حي المقارنة" بالقرية شاهدا على ذلك.
اهتم رضي الله عنه بتعمير الأرض واستصلاحها وزراعتها، وذلك لتأمين مصدر رزق للزاوية، فاستصلح عشرات الهكتارات بوادي الهامل والمناطق المجاورة له، كمرحلة أولى، وبنى به السدود وشق السواقي ورفعها، وجعل كل ذلك وقفا على الزاوية يستفيد منه الطلبة والفقراء والمحتاجين، ثم بدأ في مرحلة ثانية بشراء الأراضي الزراعية في المناطق الأخرى مثل المسيلة والجلفة وتيارت والمدية تيزي وزو وغيرها من المناطق، وجعلها أيضا وقفا على طلبة العلم من رواد زاويته.
كان t يدفع مرتبات دائمة لطلبة العلم والقرآن الكريم بالحرمين الشريفين ويساعد العلماء والشيوخ في ذلك، تشهد بذلك مراسلاتهم الكثيرة والمتعددة.
وأنشأ أكثر من ثلاثين زاوية تابعة للزاوية الأم بالهامل.
صفاته:
كان t أسمر اللون بحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبهة واسع العينين، واسع الصدر بعيد ما بين المنكبين، يخفق النور بين عينيه، عليه مهابة كبيرة وجلال عظيم. كما كان بسيطا في حياته إلى أبعد حدود البساطة، لا يقيم وزنا لهذه الدنيا الفانية إلا من حيث هي مكان عبادة، فكان لا يجلس إلا على حصير وبعض الوسائد، وكان لا يأكل إلا مرة واحدة في اليوم والليلة، ولا يتناول الأكل إلا بعد أن يكتفي كل من في الزاوية، ثم يـأخذ شيئا من المطبخ العمومي بصفة كونه خديما ـ هكذا كان يقول ـ ولا يتميز عن الناس بشيء، وفي آخر أيامه لما لازمته الأمراض مع كبر سنه، كان جل قوته الحليب وتارة يأخذ شيئا من السويق.
كان ينفق على نفسه من مداخيل بستان بسيط ورثه عن والده بقرية الهامل، وبعض الماشية التي ورثها عنه. ولا يقترب من أموال الأوقاف وأموال الصدقات والهبات.
وفاتـه:
كان t في طريق عودته من الجزائر، أين جاءه جواب من عند تلامذته في بويرة السحاري، يخبرونه بحدوث هرج ومرج بينهم واستدعوه للقدوم عليهم ليجري الصلح بينهم كما هي عادته في نشر الأمن والعافية، فلبى دعوتهم وأجرى الصلح بينهم، وتوفي بعد ذلك عندهم على الساعة الثانية زوالا من يوم الأربعاء أول محرم الحرام 1315هـ= 2 جوان 1897، عن عمر يناهز 73 سنة.
دفن صباح يوم الخميس 2 محرم الحرام وحضر جنازته جم غفير من العلماء الأبرار والأتقياء الأخيار من أعيان البلدة وأفاضل الأمصار.
ترك الشيخ رسائل كثيرة منها:
رسالة في الهجرة، رسالة في تحريم الدخان، رسالة في تفسير سورة القدر، وأخرى إلى بني ميزاب، رسالة في أن الطريقة الرحمانية والطريقة الشاذلية طريقة واحدة، رسالة في مقامات الأنفس السبعة، وله منظومة الأسماء الحسنى....وغيرها من الرسائل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire